د. محمد عبدالله الخازم
كتبت مقالاً عن التطوّع في الحج متمنياً في ختامه أن يصل عدد المتطوعين في الحج إلى ما نسبته 10 % في المائة من القوى العاملة في الحج، باعتبار أغلب الأعمال الميدانية مثل توجيه الحجاج وإرشادهم وتقديم الخدمات العامة يمكن تدريب الشباب عليها بسهولة ومنحهم الثقة للمشاركة في أدائها.
سأكتب تجربتي ثم مقترحاتي، وقبلها أشير إلى تعليق زملاء وزميلات على المقال السابق وتذكيرهم بجهود بعض الجهات مثل الكشافة وجمعية رفيدة والهلال الأحمر السعودي وغيرها. اعتذر إن فهم إنكاري التام لوجود التطوع في الحج، لكن أتحدث عن المظهر العام وفق مساحة محدودة، وأرى أن طموحنا أكبر من ناحية زيادة العدد وإيجاد نظام مؤسسي أفضل للتطوع في الحج.
من تجاربي في هذا الموضوع؛ عندما كنت مسؤولاً عن إحدى الكليات الصحية عانينا في إقناع الشؤون الصحية بالحرس الوطني رغم أننا جزء منهم للسماح لطلاب قسم الإسعاف والطوارئ وهو تخصص له علاقة وثيقة بالعمل الصحي في الحج، للمشاركة معهم كمتطوعين، و كنا نضطر للجوء لصاحب المعالي المدير العام للحصول على خيمتين لطلابنا، ووصل الأمر أن أشتكينا مزاحمة طلاب كلية الطب لطلابنا، عندما حاولت الجامعة إشراكهم في التطوع في الحج، لأن الجامعة والحرس الوطني يريدون تحديد عدد الطلاب المشاركين، وأولويتنا كانت لطلاب كليتنا! وهنا أشيد بوزارة الصحة التي تفضَّلت بالدعم بعد ذلك وقبلت طلاب الكلية المتطوعين ضمن فرقها. هذا ووزارة الحرس الوطني لها تمثيل في الحج، فما بالنا بطلاب الكليات والجامعات الأخرى؟! رغبة الشباب موجودة، حيث التطوع يصقل مهاراتهم وخبراتهم، لكن لا أحد يدعمهم ويسهل مشاركتهم في الحج كمتطوعين، رغم أنهم سيسهمون في تقليص أعداد العاملين الموظفين في الحج. التسهيلات المطلوبة لهم هو أن يعملوا تحت مظلة رسمية توفر لهم في الحد الأدنى من المساندة والإشراف؛ مثل توفير المكان والوجبات والتنقّل وغيرها من التسهيلات.
بعد المقدمة والتجربة أعلاه؛ أوجه الرسالة للجهات ذات العلاقة وأختار تحديداً سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، الذي نعتقد أنه حينما يتبنى مبادرة فإنه يسعى لإنجاحها. الرسالة هي لماذا لا يكون هناك هدف واضح لإشراك المتطوعين الشباب في الحج، وبنسبة رقمية واضحة كل عام تفرض على الجهات المعنية؟ ليشترط على كل جهة، مثلاً، اعتماد ما نسبته 10 % من قواها العاملة في الحج كمتطوعين، تتولى تدريبهم وتسهيل مهامهم المختلفة، بما في ذلك وضع آليات الإشراف عليهم وتقييمهم وغير ذلك.
وفي نفس السياق؛ قد يرى سمو الأمير تبني تأسيس جمعية خيرية وطنية للتطوع في المشاعر المقدسة، تسهم في دعم برامج التطوع المختلفة في الحج، أو/ وتأسيس مركزاً للتطوع في الحج، مهمته تطوير آليات التطوع وتدريب المتطوعين ورصد تجاربهم ... إلخ. قد يكون مركزاً تدعمه جهات مثل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم مع إمارة مكة المكرمة. وأخيراً، أكرر الأمنية بأن أراه متحققاً وصول نسبة المتطوعين في الحج إلى10 % من العاملين، تزداد سنوياً!