د.عبدالعزيز الجار الله
أحاديث الفيصل لوسائل الإعلام المحلية والعالمية تأخذ المسار المباشر والوضوح والمكاشفة وبخاصة التي تتعلق بالحج، فقد تحدث الأمير خالد الفيصل أمير منظقة مكة المكرمة للإعلام الداخلي والخارجي يوم الأحد الماضي، وبعث رسالة للحجاج: أسألهم وأطالبهم وأرجوهم، أن يكملوا هذه الرحلة الإيمانية بإيمان، كما خاطب أمير مكة الأمير خالد العالم بقوله: لا حياد في حب هذه البلاد؛ فإما أن يحبها أو يعاديها، فمن يحبها فأهلاً به، أما من يعاديها فليس له من قبلنا إلا المواجهة بالعمل وليس بالكلام والتمنيات والدسائس والخداع.. فالمملكة لن تشارك أحدا في البذاءات والمهاترات.
وعن قطر قال الفيصل: إننا لسنا مسؤولين عما يفعلونه، بل نحن مسؤولون عما نفعله نحن، فتحنا أبواب البلاد وقلوبنا وجميع جوارحنا لاستقبال الحجاج. هذه اللغة الإعلامية المباشرة من الأمير خالد، وقبلها الأحاديث الإعلامية القوية على محطات وصحف عالمية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي كشف أوراق إيران وأعلن عن مواجهة ضد تصرفات إيران بالمنطقة، إضافة إلى تصريحات الوزير عادل الجبير لوسائل الإعلام العالمية وكشف سياسات إيران.
هذه المنهجية السعودية للرد على تطاولات إيران وبخاصة في موسم الحج، والوقف بحزم من قطر الدولة الصغيرة التي تبحث عن دور كبير لها في السياسات الدولية، هذه المنهجية من قيادات الدولة تجد الترحيب الكبير من المجتمع السعودي، الذي تحمل طويلاً من الإذاء والإساءة من إعلام قطر الجزيرة، قبل أن يدخل التويتر بشراسة ويواجه قنات الجزيرة التي بدأت تفقد أهميتها في الإعلام العربي، لأن المشاهد بدأ ينصرف إلى الإعلام الرقمي والأجهزة الذكية والتويتر والتواصل الاجتماعي.
الأمير خالد الفيصل قدم إدارة قوية وذكية وجادة مدعومة بتقنية وجودة في العمل الإداري ويدعم هذا حضوره الإعلامي الحازم تجاه من يعمل العرقلة أو خلق فوضى لتعكير موسم الحج. نحن نحتاج هذه القيادة الميدانية الحازمة التي تلجم إيران وتركيا وقطر وتضع هذه الدول أمام الجدر الأخير وتوقف تدخلاتها في الأراضي السعودية أو التطاول على شعبها، هذه الدول الثلاث منذ 1979 في المرحلة الأولى لثورة إيران، والمرحلة الثانية لقطر عام 1996 رفع شعار الديمقراطية العربية بافتتاح قناة الجزيرة، المرحلة الثالثة عام 2010م لتركيا مع قيام الربيع العربي، تلاقت أهداف هذه الدول على تكثيف الضغط الإعلامي والسياسي والسيبراني على السعودية الأرض والمقدسات والشعب لكسر إرادة بلادنا وجعلنا داخل دوامة الضغط المنظم للقبول بالتنازلات.. لكن إرادتنا بحمد الله تفوقت، وانتهى الأمر إلى مقاطعة قطر وجعلها جزيرة معزولة، وإيران إلى دولة محاصرة دولياً، حصار سياسي واقتصادي وعسكري؛ وتركيا غارقة في حرب الأكراد شعبها حرب انفصال تطول، وحرب سورية من الحروب الحدودية التي تستنزف الاقتصاد والتنمية.