محمد المرواني
رحم الله الأمير فيصل بن فهد؛ فقد أسس مبادئ عظيمة، وأسسًا قوية للرياضة السعودية في المحافل الدولية. ولو سرنا على الطريق نفسه لكنَّا في قمة القارة الآسيوية بكل شيء.
أتذكر سموه في أول دورة استعدادية لي مع الحكام الكبار لبدء الموسم. كان حريصًا على الالتقاء بالحكام بدورتهم ببيت الشباب. كان يشد من أزرهم، ويمنحهم الثقة المطلقة، بل كان يقول «لو بقي لدى حكم واحد سعودي سيدير كل المباريات، ولن أسمح بوجود حكم أجنبي».
توفي سموه ولم يدخل الحكم الأجنبي ملاعبنا، كذلك كان الأمير سلطان بن فهد يحضر دورات الحكام، ويستمع لهم، ويزيل العراقيل التي تعترض المنظومة التحكيمية، سواء للحكم أو المقيم، وإن حضر الأجنبي لبعض الظروف.
الآن تُعقد دورات الحكام «سكتم بكتم»، لا يهتم بهم أحد، ولا يستمع لهم أحد، وإن تنازل الأمين العام أو أحد الأعضاء فإنه يأتي ليسلم ويلتقط صورة، ولا يهتم ولا يناقش ماذا وكيف رغم أن المسافة بين الاتحاد ومقر الدورة لا تتجاوز نصف ساعة، ولكن ربما مشاغل الرئيس كبيرة، ومهام كرة القدم والأندية أولى من الحكام و«دوخ الراس»، وربما لهم عذر، وسنرى منهم ما يسر قريبًا!!
الحكم السعودي كالأعرج؛ لا يستطيع الركض داخليًّا؛ لذلك لا غرابة أن يستغني عنهم الاتحاد الدولي ببطولاته؛ فلا يمكن للأعرج أن يركض، وكيف يركض برِجل واحدة؟!
يقول أحد المحاضرين: أصبح حكامنا ينظر إليهم مثل بعض الأشقاء ببطولات الخليج عندما يحضرون ولا يديرون أي لقاء؛ لأننا كنا ندير دوريهم، وإن أعطوا فرصة فمباراة هامشية. الآن حكامنا «سيم سيم» على قول العمالة عندنا!!
* * *
مع تقنية الفيديو لا مجال للأخطاء الكبيرة. ودعونا نعيد الثقة لحكامنا على الأقل مناصفة مع الحكم الأجنبي، وبعيدًا عن أندية النفوذ الجماهيرية، ولنقرر وقتها مدى النجاح ومقدار الفروقات بينهم وبين الأجنبي، ولنكسب أبناءنا، ونوفر أموالنا، فإن نجحوا يأخذوا الثقة الكاملة، وإن لم يكونوا على قدر المسؤولية فلن يلومكم أحد. ونجاح الدوري وقوته يقاسان أيضًا بعوامل كثيرة، منها الحكم المحلي.
* * *
استمتعنا بدورة المقيمين بنجاح كبير لأبناء الوطن في شرح القانون وتعديلاته بكل وضوح. وعندما تُعطَى الفرصة لخبرائنا فلن نندم. فمثلما أصبح الطريفي عالميًّا بوسع ميرزا والزويد ومرعي والشلوي والعريني أن يصبحوا كذلك؛ فقد قدموا دروسًا كبيرة، ووفروا المال لاتحاد اللعبة، ونجحوا بالمجان!!
* * *
«كلام للي يفهموه»؟
- أن تنجح وتكبر لتصبح المدير العام، وتعود مراسلاً بعد ذلك، «صعبة شوي».
_ التعهد على الحكام والمقيمين فُسّر بطرق مختلفة، ولكن الواقع أنه منطقي في ظل تجارب سابقة للبعض بالتصريح للإعلام بأمور لا تخدم المهام التي وُكّل بها، ومن ضمنها الأمانة بعدم إفشاء المعلومات العامة أو التقارير أو المستندات التي تثير الرأي العام على الحكام واتحاد اللعبة.
- كلمة ولو جبر خاطر، ولا سلام من بعيد.. لم يحضر أحد معناه لن نهتم بأحد.
_ دراسة وعمل عضو اللجنة السابق محمد الغامدي على اللجان الفرعية، وتقديم ملف كامل للجنة الحكام واتحاد اللعبة، يجب أن تُعتمد حاليًا لما فيه مصلحة التحكيم.
_ يظل أحمد البحراني الجندي المجهول بلجنة الحكام، وما يقوم به من عمل قد يمتد لساعات طويلة خارج الدوام، يؤكد يومًا بعد يوم الإخلاص للعمل.. فشكرًا له من الجميع.
_ من حسنات عمر المهنا أن قدم لنا المحاضر الزويد والمنسق والمحاسب والمتابع أحمد البحراني الذي أعطاه ثقته ليستمر، ويكسب ثقة الجميع، حتى من كانوا يرونه مصوّرًا أصبحوا يتمنون صورة معه.
* * *
القدرات الإدارية مثل مواهب اللاعبين، يجب أن تُعطَى الفرصة لها، وهي ليست حكرًا على مناطق الرياض والغربية والشرقية، مع تهميش بقية المناطق. فمثلاً بالمدينة لدينا إداريون على أعلى مستوى، وإن خذلتهم أنديتهم. ويوسف بالي أحد الكوادر الوطنية التي يعرفها جيدًا وعمل معها عضو اتحاد القدم بندر الأحمدي، فلماذا لا تُسند له مهمة وطنية بأحد منتخباتنا الوطنية؟ فأبناء المدينة يثبتون نجاحهم متى ما حصلوا على ثقة المسؤول.
خاتمة
إن كنت لا تستطيع فلا تتكلم بما لا تستطيع.
لا تكُن مجرد «كلمنجي» وبرواز جميل لمنافقك.