عبدالله العمري
فضلت جميع الأندية السعودية إقامة معسكرات خارجية، وذلك استعداداً للموسم الجديد، وهو خيار يعتبر جيدًا ولابد منه بسبب حرارة الأجواء لدينا بشكل كبير التي تعيق كثيرًا من تنفيذ برامج الجهاز الفني الإعدادية التي تتطلب إجراء حصص تدريبية على فترتين صباحية ومسائية تحتاج لأجواء باردة وملائمة للاعبين لكي يؤدوا تدريباتهم بشكل مريح.
لكن الملاحظة السلبية على معظم معسكرات الأندية السعودية الخارجية هي نوعية المباريات الودية التي تلعبها في هذه المعسكرات، حيث يتضح من نتائجها القياسية التي تتجاوز في المباراة الواحدة إلى أكثر من عشرة أهداف، وهو رقم تهديفي كافٍ لكشف أن فرقنا تخوض مباريات ودية أقل ما يقال عنها (سياحية)، ولا يمكن تصنيفها أنها أمام أندية لها تاريخ ومعروفة، وعلى ما يبدو أن السمسرة على أنديتنا انتقلت من اللاعبين إلى تجهيز المعسكرات من خلال الضحك عليها وإبرام تعاقدات لخوض مباريات ودية مع أندية تقع ضمن فرق الدرجة الرابعة والخامسة أو ربما تندرج تحت تصنيف أندية شركات أو فرق حواري في بلدانها..!!
مثل هذه النوعية من المباريات الضعيفة جداً لا يمكن أن تعد أو تجهز أي فريق بالعالم للموسم الجديد لأنك عندما تواجه فريق شركات أو تجميع لا يمكن أن تكشف لمدرب الفريق نقاط الضعف والقوة الموجودة بفريقه لكي يعالجها وكذلك لا يمكنه الوقوف على مستويات اللاعبين الجدد من أجل تقييم مستوياتهم جيدًا قبل بداية الموسم والدخول في معترك المباريات الرسمية التي لا مجال فيها للتقييم أو التغيير. المباريات الودية القوية والتي يمكن تصنيفها أنها كانت أمام فريق قوية ومعروفة التي خاضتها فرقنا أثناء معسكراتها الخارجية تعد على أصابع اليد الواحدة.
يجب على مسئولي أنديتنا ضرورة وضع شروط ومعايير ملزمة لكل المتعهدين والشركات التي تنفذ لهم المعسكرات الخارجية بضرورة أن تكون المواجهات الودية بالمعسكرات الخارجية مع فرق قوية ومعروفة لكي تكون الاستفادة أكبر، وأن تراجع عقود المعسكرات قبل التوقيع عليها ومعرفة هوية الفرق التي ستلعب معها ودياً أثناء المعسكر من أجل المحافظة على حقوق النادي لكي تتجنب خوض مبارياتها الودية أمام فرق الشركات والحواري.
ما يحدث في معسكرات أنديتنا الخارجية فيه هدر مالي لخزائن الأندية فقط والاستفادة ستتركز على الجانب اللياقي، أما النواحي التكتيكية والفنية فالفائدة ستكون شبة معدومة، والأمر الذي يثير استغراب الغالبية هو سبب موافقة بعض مدربي فرقنا على خوض مثل هذه المواجهات الضعيفة جداً وصمتهم المطبق وعدم إبداء أي معارضة لإيقاف مثل هذه المهازل التي تحدث أمامهم.
أخيرًا مباريات الشركات وفرق الحواري ستكشف فرقنا عند بداية الموسم الكروي، وعندها ستعرف إدارات أنديتنا أن معسكراتهم الخارجية كانت للسياحة وليست لتجهيز وإعداد فريق كرة قدم لمنافسات صعبة وقوية.