يوسف المحيميد
أفكر أحيانًا بأصدقائنا العرب الذين تعبوا منذ الستينات وهم يطلقون علينا مختلف الألقاب، منذ الناصريين الذين يصفوننا بالتخلف والرجعية، وحتى الذين يصفوننا بالوهابيين، معتبرين الوهابية سبب تخلف العالم العربي، ناهيكم عمن يسموننا دول البترودولار، وحتى الاتهامات الجديدة بأننا نقود العالم العربي للتطبيع مع إسرائيل، وغيرها من الصفات والألقاب والبذاءات التي يتنافسون بها، كي يثبت بعضهم ثوريته وتمرده، ليس على نظامه وسياسات وطنه وفساده، وترهل نظامه الاقتصادي، وإنما على هذا البلد العظيم، الذي يعمل بهدوء، وينشغل بسياساته واقتصاده القوي، الذي وضعه ضمن دول مجموعة العشرين الأقوى اقتصادًا في العالم.
بعد هذه القرارات المهمة التي تنظم وضع المرأة السعودية، والأسرة عمومًا، وإعادة المرأة إلى مكانتها الطبيعية، كعنصر فاعل ومؤثر ضمن نسيج المجتمع، بل إعادة نصف المجتمع الغائب إلى المشهد الاجتماعي والاقتصادي، ماذا سيقول هؤلاء؟ وأي الصفات والاختراعات سيبتكرون ضدنا؟ لا شيء، سنمضي بقوة وحزم نحو المستقبل، وهم يفكرون بنا، وببلادنا، وماذا فعلنا وما لم نفعل، غافلين عن أوضاعهم ومآسيهم، بل أحيانًا يسعون إلى تسخير وسائل الإعلام العربية، وحتى الأجنبية، لكيل الشتائم لخطواتنا الوثابة، وتفسير كل خطوة وتحليلها، وكذلك إثارة الأكاذيب والشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي، وبث مقاطع فيديو لا تنتمي لوطننا، كأنما أصبح اسم «السعودية» جاذبًا لصحافتهم العربية والأجنبية، هذه الأحجار التي تصلنا كل يوم، تثبت أن وطننا شجرة مثمرة.