د. صالح بكر الطيار
فجعنا الأسبوع الماضي بوفاة الأمير بندر بن عبدالعزيز رحمه الله والذي أعده والداً لي ولي معاه مواقف متعددة لن أنساها وستظل محفورة في ذاكرتي..
لقد انتابني الحزن الشديد لوفاته حيث تربطني به وبأبنائه علاقات تمتد لأعوام طويلة حيث رجعت بي الذاكرة لتذكرها في زمن مضى. نلت خلالها شرف خدمته وتشريفه لي في تدبير بعض مواعيده مع الأطباء خلال رحلاته العلاجية لفرنسا وسويسرا.. وكم كان صبورا ومتحملا لآلامه مستعينا بالله في السراء والضراء
عرفته صاحب قلب عطوف قريبا من الله ومن الفقراء متواضع تواضع العظماء عالما مستمعا لمحدثه.. مجلسه مليئا بالعلماء ورجال الفكر.. ورث أبناؤه وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر خصاله خلقا وأخلاقاً التي يعجز قلمي على وصفها تواضعاً وكرماً. عرفت من الأمير بندر رحمه الله حبه للمدينة المنورة وسكانها حيث كان رحمه الله عاشقا لطيبة الطيبة وتذكرت أنه كان يطلب أن تعد له حتى مائدة مدينية من حبه لأرضها المباركة وقد تشرفت بالإشراف على تجهيزها له.
من محاسن أخلاقه وتواضعه أن منحني شرف زيارته وأبنائه البررة ومرافقيه لبيتي في باريس خلال إحدى زياراته لها... مما عزز في نفسي مفهوم التواضع والخلق النبيل. وقد أسهمت هذه الزيارة في تعزيز قوة العلاقة الوثيقة بين الأب وابنه بيننا وتعرفت خلالها عن كثب على شخصية هذا الرجل الكريم الشهم ولن أنسى تعامله معي ومحبته للناس. لم ولن أنسى اتصالاته رحمه الله بي للسؤال عن صحتي إذا ماعرف أن وعكة صحية ألمت بي والدعاء لي بالشفاء العاجل فكان سؤاله بلسما وعلاجا نفسيا لاحدود له.
كان يحرص أن يرى مكاني في موائد العشاء أو الغذاء بعد أبنائه مباشرة مما يعني أنه يعتبرني أحدهم وهذا ما أوجد بداخلي رصيدا من الفخر ملأه سموه رحمه الله بأن كان يعدني ابنا وكنت أعده أبا ولن أنسى توجيهاته ونصائحه وتشجيعه الدائم لي سواء خلال زياراتي له في الرياض أو أينما كان في أرض الوطن أو خلال رحلاته للخارج فقد كان أكاديمية من الإنسانية والتواضع والخلق الحسن..
وإني لأجدد التعازي إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ولأبنائه وبناته وأحفاده وذويه.. سائلاً الله أن يسبغ عليه بالرحمه والغفران وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يبدله داراً خير من داره وأهلا خير من أهله وأن يجعل قبره نوراً وضياءاً وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة وأسأل رحمن الدنيا ورحيمهما أن يجعل ما قدمه في خدمة دينه ووطنه في موازين حسناته وأن يملأ صفحات أعماله بالأجر والثواب العظيم وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان لهذا الفقد العظيم وعزاؤنا أنه في قلوبنا للأبد أبا وموجها ومرشدا.. رحمه الله وجعله من ورثة جنة النعيم وجمعني به وبوالدي عند عرش عزيز مقتدر.