فيصل المطرفي
كشف الاتحاد السعودي لكرة القدم عن هوية المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بعد أن أعلن عن التوقيع مع الفرنسي «إيرفي رينارد» ليكون بموجبه قائدًا فنيًا للأخضر في المرحلة المقبلة، ليبدأ المنتخب رحلة جديدة مع اسم جديد حقق نجاحاته وإنجازاته مع المنتخبات الإفريقية في مسيرته التدريبية.
مع كل مرحلة يظهر اتحاد الكرة فيها ويعلن عن اسم المدرب الجديد للمنتخب تعود بنا الذاكرة على الأقل «القريبة» إلى الأسماء الفنية التي أشرفت على الأخضر، وبشكل تلقائي نبدأ بطرح الأسئلة عن المعايير التي تم بناءً عليها اختيار تلك الأجهزة الفنية، ويبقى السؤال الأبرز والمحير لماذا تمت إقالتها؟
ثمة أسئلة منطقية تدور في ذهن كل رياضي حريص على حال منتخبه بلاده، ويطمح أن يشاهده في أفضل صورة عند مشاركته في المحافل الدولية، ومن البديهي أن تتزايد التساؤلات.. لماذا تم إقصاء «مارفيك» بعد نجاحاته؟ ولماذا تم التعاقد مع «باوزا» لمدة شهرين فقط؟ وما النقاط التي استندت اليها اللجنة الفنية لإقالة «بيتزي» من تدريب الأخضر السعودي؟ وهل هناك لجنة خاصة بالمنتخبات تعترف بالتخطيط والاستراتيجيات بعد مرور كل تلك الأسماء ورحيلهم خلال عامين؟
جملة تساؤلات بلا إجابات مقنعة تدفعنا وتنقلنا إلى أساس العمل داخل اتحاد الكرة، وبالتحديد المشرفون عن قرب على عمل المنتخبات، وربما تكشف لنا الإحباطات التي أفرزتها عدة مشاركات ماضية أن التخطيط كان شبه معدوم، والعمل ظل تائهاً في معظم الأوقات، وتعكس لنا العديد من المراحل التي تقدم فيها المنتخب خطوة ومن ثم تراجع خطوات عدم وجود أي استراتيجية واضحة المعالم والأهداف تم تحديدها عند التعاقد مع أي اسم تولى مهام الإشراف على تدريب المنتخب، مما يتسبب في إنهاء العلاقة بشكل سريع، ويجعل الإخفاق أقرب من بلوغ النجاح في أي بطولة، ويجعلنا نترقب «الإقالة» قبل تجديد الثقة، كون المدرب هو الشماعة المفضلة والأسهل لدى صانع القرار، والضحية منتخبنا بكل أسف, فالنتائج كفيلة بتقديم التصور الطبيعي لقيمة العمل المبذول!
كتبت هنا مطلع هذا العام وتحديدًا في الثامن والعشرين من شهر يناير تحت عنوان (من ورّط الرئيس).. عن استراتيجية العمل في الاتحاد الياباني والتي تحدث بها رئيس الاتحاد السيد «كوزو تاشيما» خلال تواجده بالإمارات أثناء إقامة نهائيات كأس أمم آسيا، ومن خلالها أفصح عن خارطة الطريق للتفوق، وأثبت للجميع أن النجاحات لا تتحقق بالوعود والتصاريح والشعارات، بل بالتخطيط والعمل وتوظيف كافة الإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف المرسومة.
التطلعات كبيرة في رجل المرحلة رئيس اتحاد كرة القدم والمشرف على المنتخب «ياسر المسحل» بكسر كل القواعد التي سار عليها الأخضر طوال الفترات الماضية والتي كان عنوانها الفوضى، ليمنحنا قليلاً من التفاؤل ننطلق من خلاله مع منتخبنا في مشاركاته المقبلة، ويبدأ في تأسيس مرحلة مختلفة مع الجهاز الفني الجديد، بعيدًا عن العشوائية التي سيطرت على أجواء المنتخب، ويزرع الثقة والاستقرار والعمل الاحترافي داخل بيئة العمل المحيطة بالمنتخب، والآمال كبيرة بفترة انتقالية يعيشها منتخب الوطن، وكل ما أخشاه أن يعود اتحادنا بممارسة هوايته ويعود إلى نقطة الصفر بإقالة «رينارد» في أقرب مناسبة!