«الجزيرة» - المحليات:
وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية الراحل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي رحمه الله بأنه كان وطنياً مخلصاً لثقافة وتاريخ بلاده طوال حياته، كإعلامي متميز أثرى الساحة الثقافية والإعلامية، وهو إضافة إلى ما عرف عنه من اهتمام بالتراث الوطني فهو موثق للتاريخ الشفهي للمملكة.
وقال الأمير سلطان: «سمعت من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله- ثناءه على الدكتور عبدالرحمن، ووصفه للراحل بأنه من رجال الدولة المخلصين، ورأيته منذ وقت مبكر حاضراً في مجلس الملك سلمان، ولم أره يوماً في غير حضور ذهني ملفت وأدب في الحوار وعناية بالمظهر والمخبر حتى بات يعرف به بين عامة الناس».
وعن أول لقاء جمعه بالراحل قال الأمير سلطان بن سلمان «كان في الستنيات حينما تم تكليف الدكتور عبدالرحمن الشبيلي للعمل في تأسيس التلفزيون السعودي وكنت وقتها أحد طلاب معهد العاصمة النموذجي، ثم تكررت زياراتي بصحبة أخي فهد رحمه الله وبعض الأصدقاء، كان مؤمنا بأن في مورثنا التاريخي الثقافي الكثير مما يمكن أن يتم توظيفه إعلاميا مما يثري المحتوى ويتوافق مع قيم المجتمع وتطلعاته، وكان دائما مرحبا ولطيفا معنا، وبقيت تلك الزيارات بتفاصيلها في ذاكرتي».
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الدكتور الشبيلي أثرى بعمله المنتظم المشهد الثقافي والإعلامي، فقد أولى التوثيق عناية خاصة، وبرع منذ بدايات اشتغاله بالعمل التلفزيوني في الشهادات الشفاهية وتدوين التاريخ باستنطاق شهوده، وترك لنا إرثاً عظيماً من لقاءاته مع قادة الدولة ورجالاتها وفي مقدمتهم الملك فهد والأمير نايف رحمهم الله، وكذلك لقاءه التلفزيوني بالملك سلمان عندما كان أميراً للرياض، مروراً بلقاءات مهمة في برنامجه شريط الذكريات مع الأمير مساعد بن عبدالرحمن وسعود بن هذلول ومع الأمير خالد بن أحمد السديري رحمهم الله وغيرهم الكثير، وآمل أن يستكمل توثيق ونشر هذا العمل الكبير الذي سمعت منه اهتمامه بنشره وتوثيقه.
وأضاف سموه «لقد جمعنا العمل معاً عدة مرات وفي مواضيع كثيرة ولم أره يوماً متردداً في تقديم أقصى جهد في كل أمرٍ يخدم ثقافة وتاريخ بلاده».
وعن آخر لقاء جمعه بالراحل قال سمو الأمير سلطان بن سلمان «بعد أن بثت قناة MBC رمضان الماضي حلقتين تحتويان لقاء معي ضمن برنامج «من الصفر» تلقيت رسالة من أبي طلال رحمه الله يذكر فيها اهتماماته بما ورد في المقابلة وكان له رأي وهو الشهادة على الأحداث التي عايشتها عبر أكثر من جيل وعدة ظروف ومتغيرات، ورأى الراحل أن فائدة كبرى ستتحقق في حال تحويل هذه الشهادة والتوسيع في روايتها لتكون كتاباً يوثق لمراحل تاريخية مختلفة، واتفقنا على أن نلتقي، وهو ما تم في منزلي في نخيل العذيبات في الدرعية مساء 25 رمضان.. واتفقنا وبناء على رغبة الدكتور عبدالرحمن أن نلتقي قبل سفره (لمرابع الصيف الباريسية كما أسماها في رسالته لي) على تشكيل مجموعة العمل لتنفيذ المشروع الذي كنت سعيداً أن يكون باقتراح من الدكتور عبدالرحمن وإشراف مباشر منه، واجتمعنا مع الفريق واستعرضنا خطة العمل التي وضعها واتفقنا على مسمى الكتاب وهو (الحياة تبدأ كل يوم) استنباطاً من إحدى العبارات التي ذكرتها أثناء لقائي في برنامج «من الصفر»، وافترقنا على اتفاقين، أحدهما أن يبدأ في استعراض المواد ووضع التبويب للكتاب، والأخرى أن أتوقف عنده في باريس أثناء عودتي من رحلة عمل للولايات المتحدة خلال الصيف لقضاء وقت معه في المدينة التي أحبها ولبدء المقابلات للكتاب تعبر عن المحبة الخاصة بيننا، وقبل وفاته بعشرة أيام وصلتني رسالة بأناقة نفسه يقول فيها (أيها الغالي الأجل..أفتقد أخباركم، أرجو أنكم والأسرة بخير، خاص الود والاحترام، تحيتي من باريس) وأرفقها بصور تعبيرية لورود.
وعن علم سموه بنبأ إصابة الراحل قبل وفاته قال سموه «قبل أيام استفقت لصلاة الفجر- مع فارق التوقيت لأمريكا - لأجد رسالة من الأخت رشا ابنة الراحل تخبرني فيه بحادث السقوط الذي تعرض له رحمه الله في منزله بباريس، وبدأت أتابع حالته وأخبرت سيدي خادم الحرمين الشريفين الذي أمر فوراً بمتابعة علاجه مع الأخ فيصل بن سلمان في أي مركز حول العالم، وبعد التشخيص وبالتنسيق مع معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا ومعالي المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي الذين أقدر لهم والعاملين معهم سرعة مباشرتهم وقيامهم تم تجهيز طائرة إخلاء طبي لنقله فوراً للرياض حسب رغبة أسرته التي سعدت خلال السنوات بأني قريب منها».
وخلص سمو الأمير سلطان بن سلمان للقول «رحم الله الدكتور عبدالرحمن الشبيلي فقد تحلى بصفات إنسانية وترك لنا إرثاً عظيماً، وكان أنموذجاً للوطنية والبذل كما سنعمل جميعا إن شاء الله وفاء له لاستكمال ما بدأه في مشروعه التوثيقي الهام،، كما يظل حاضراً في ذهني يحفزني أكثر على سرعة إنجاز الكتاب الذي اتفقنا عليه معاً بعنوان «الحياة تبدأ كل يوم» إن شاء الله.