فهد بن جليد
العمليات الجراحية النادرة والناجحة التي يخضع لها بعض الحجاج ذوي الحالات الطارئة من المُسنين والمرضى بمجرد وصولهم للمشاعر المقدسة تدعو للفخر والاعتزاز، فهي تعكس جانباً ممَّا توليه المملكة لضيوف الرحمن من اهتمام ورعاية وعناية طبية فائقة، بغض النظر عن جنسياتهم وانتماءاتهم السياسية والعرقية، فالجميع هنا إخوة مُتحابون في منبع الإسلام وبلد الإنسانية، وهي قصص تستحق أن تُروى على وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل للعالم لتكشف شيئاً ممَّا جنَّدته السعودية وقيادتها الرشيدة من خدمات وطاقات ضخمة وجبَّارة لرعاية ضيوف الرحمن حتى يؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة ضمن هذه المنظومة الصحية والحديثة والتي تمتد لتقديم الخدمات الطبية المُتقدمة وإجراء العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة والحساسة لمن يحتاج من حجاج بيت الله الحرام.
إعادة البصر إلى حاج إيراني عقب استئصال ورم تم اكتشافه في الغدة النخامية كاد يفقده بصره للأبد، وإجراء عملية قسطرة قلبية لحاجة عراقية كانت مقرَّرة لها في بلادها قبل القدوم للحج، وغيرها من العمليات الناجحة والخدمات الطبية المُتقدمة التي ينعم بها حجاج بيت الله الحرام قبل تنقلهم بين المشاعر لأداء النسك، هي عمليات معقدة ومُكلفة مادياً، وتحتاج إمكانات وطواقم طبية عالية ومؤهلة لتقديم تلك الرعاية الصحية اللازمة مجاناً، وهذا كله يسبق ما يُصاحب الموسم سنوياً من مُعدلات وأرقام للعمليات والتدخلات الطبية التي تقوم بها المستشفيات في الحج، عبر خدماتها الصحية التخصصية والنوعية لضيوف الرحمن، والتي تشمل في كل عام عشرات عمليات القلب المفتوحة والقسطرة، ومئات حالات الغسيل الكلوي، إضافة لحالات الولادة وأمراض السكري والإغماء، فضلاً عن عمليات الإخلاء الطبي، وهي جهود عظيمة وكبيرة ومُتقدمة تفوق ما يمكن أن يحظى به ويحصل عليه كثير من الحجاج في بلدانهم قبل قدومهم لموسم الحج، يحصلون على كل هذه الخدمات على يد أمهر الأطباء وبأحدث التجهيزات والكوادر الطبية مجاناً بلا منَّة، استشعاراً للدور العظيم والكبير للسعودية وقيادتها الرشيدة في خدمة المشاعر المقدسة ورعاية قاصدها.
الأمر لا يقتصر في كل عام على تقديم الرعاية والتدخل الطبي للحجاج فقط، بل إنَّ المملكة تتكفل في كل موسم بتجهيز قوافل طبية خاصة لنقل الحجاج المنومين بواسطة سيارات مجهزة بأحدث التقنيات والمستلزمات والكوادر الطبية اللازمة، من أجل إكمال مناسكهم وتحقيق حلمهم بالحج، في لفتة رائعة، وموقف إنساني وديني يستحق الإشادة والإكبار، ويعكس مدى اهتمام السعودية الحقيقي بالحاج بعيداً عن أي مزايدات أو مُتاجرة بما تقدمه وتبذله لهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.