سليمان الجعيلان
القصة باختصار (وقَّعت إدارتا الفيصلي والنصر على اتفاقية موقَّعة وموثَّقة من الجانبين، تنص على إلزام والتزام إدارة نادي النصر بدفع مبلغ 7 ملايين ريال دفعة أخيرة من صفقتَي انتقال اللاعبَين سلطان الغنام وحمد المنصور من الفيصلي إلى النصر، وإذا لم تلتزم إدارة الأخير بالتاريخ المحدد لتسديد الدفعة الأخيرة تدفع (10 %) من قيمة الدفعة الأخيرة عن كل شهر متأخر، وتتضاعف النسبة مع كل شهر متأخر. فلما تأخرت إدارة نادي النصر عن السداد لمدة 9 أشهر رفعت إدارة نادي الفيصلي شكوى إلى غرفة فض المنازعات، تطالب فيها بسداد الدفعة الأخيرة من الصفقة، إضافة إلى دفع 90 % من قيمة الدفعة الأخيرة التي تصل قيمتها إلى أكثر من 6 ملايين ريال حسب الاتفاقية الموقعة والملزمة بين الناديين، ولكن غرفة فض المنازعات رفضت وردت شكوى نادي الفيصلي بحجة وجود محظور شرعي وديني، هو وجود شبهة ربا في القضية!!). انتهت القصة الغريبة والمثيرة التي تحولت فيها غرفة فض المنازعات فجأة ودون مقدمات من لجنة قانونية وقضائية، تطبق وتنفذ اللوائح والأنظمة، إلى جهة شرعية ودينية، تحلل وتحرم في القضايا الرياضية دون العودة إلى أهل التخصص والاختصاص في المؤسسة الدينية!!.. فحينها سأفهم وأتفهم لو أن غرفة فض المنازعات بالاتحاد السعودي استندت في قرارها في رفض شكوى نادي الفيصلي إلى فتوى رسمية من هيئة كبار العلماء، وكذلك أفهم وأتفهم لو أن غرفة فض المنازعات تحملت المسؤولية، وعملت باحترافية دون إقحام الفتاوى الدينية، ورفضت شكوى إدارة نادي الفيصلي بحجة مخالفة وتعارض هذه الاتفاقية بين الناديين مع مواد ونصوص اللوائح والأنظمة الداخلية، لكن أن يتم رفض ورد شكوى وقضية نادي الفيصلي على نادي النصر بحجة وذريعة وجود (ربا) في هذه الاتفاقية فهذا هروب من تحمل المسؤولية، وربما يصنف غرفة فض المنازعات بالانحياز لبعض الأندية؛ وهو ما دفع إدارة نادي الفيصلي إلى اللجوء لمركز التحكيم الرياضي بعد أن أصبحت غرفة فض المنازعات طرفًا في القضية!!.. ولذلك من المنتظر والمفترض أن يصحح مركز التحكيم الرياضي الاجتهاد الخاطئ لغرفة فض المنازعات بإعادة حق واستعادة حقوق نادي الفيصلي المالية والمعنوية، ولاسيما أن بنود ومواد غرامات التأخير والشروط الجزائية المكتوبة والموثقة في العقود هي ملزمة لجميع أطراف القضية في كل اللجان القضائية والقانونية في الاتحادات والهيئات الدولية، ليس هذا فحسبل الأندية السعودية تعرفها وتلتزم بها في القضايا الخارجية؛ والسبب ببساطة أن الأندية تعلم أن هناك لا توجد اجتهادات فردية أو مجاملات شخصية!!..
وعلى كل حال، هذا الاجتهاد الخاطئ لغرفة فض المنازعات الذي يدعم موقف نادي النصر يعيدنا إلى الماضي القريب عندما اجتهد أحد أعضاء الاتحاد السعودي وبادر بالاتصال والتواصل مع اللاعب عبده عطيف لإقناعه بسحب شكواه على نادي النصر، وجدولة مستحقاته حتى لا يُمنع نادي النصر من رخصة المشاركة الآسيوية. وهنا لا بد أن أسأل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأستاذ ياسر المسحل سؤالاً، هو: إلى متى والاتحاد السعودي يحرج نفسه ويضعف موقفه بأن يصبح مصلحًا اجتماعيًّا ومفتيًا دينيًّا في بعض قضايا نادي النصر على حساب اللوائح والأنظمة، بل على حساب عدالة المنافسة بين جميع الأندية؛ لأنه من غير المعقول أو المقبول أن تعود اللجان القضائية والقانونية في الاتحاد السعودي إلى الأحكام الشرعية والعلاقات الشخصية في بعض القضايا النصراوية بينما بقية الأندية يتم الاحتكام في قضاياها وقراراتها إلى اللوائح والأنظمة؟!
وختامًا، لا أنتظر ردًّا من الأستاذ ياسر المسحل بقدر ما أنتظر منه أن يضع حدًّا لهذه الممارسات والتجاوزات في التباين والتفاوت في التعامل مع قضايا الأندية التي بسببها فقد الاتحاد السعودي ثقة الوسط الرياضي!!
نقاط سريعة
** مع هذه الاهتمامات الخجولة والاستعدادات المتواضعة والإعفاءات المتتابعة للاعبين من المنتخب السعودي المشارك في بطولة غرب آسيا لصالح الأندية المشاركة في البطولة الآسيوية لا يمكن أن نطلب من المنتخب السعودي أن يقدم الكثير ويمضي بعيدًا في بطولة غرب آسيا، ولو تفوق المنتخب السعودي على نفسه وحقق الإعجاز وليس الإنجاز فهذا - بلا شك - سيحسب للمدرب الوطني يوسف عنبر ولاعبيه فقط!!
** وسط تفاوت وتباين في الاستعدادات والطموحات تعود أربعة أندية سعودية من يوم الغد الاثنين وبعد غد الثلاثاء لاستكمال مشوارها من جديد في منافسات البطولة القارية عندما تخوض هذه الأندية دور الـ16 في البطولة الآسيوية الذي بعده بكل تأكيد سنفتقد أحد ممثلي الأندية السعودية إما الهلال أو الأهلي!!
** وبالمناسبة، وسط الغموض الفني وعدم الرضا الجماهيري عن استعدادات وتعاقدات فريقَي الهلال والاتحاد فإن فريق الأهلي وجد كل الدعم المادي والمعنوي من إداراته وجماهيره لخوض مباراته القارية أمام الهلال، ولم يخذله ويتخلَّ عنه في هذه الفترة المهمة وهذه المرحلة الحساسة إلا بعض إعلامه الذي أصبح رهينة وحبيسًا للتعبئة لغير الأهلي، ولا يستطيع الخروج منها لأسباب غامضة ومريبة!!
** أما فريق النصر ومباراته القادمة أمام الوحدة الإماراتي في البطولة الآسيوية فالجميع يسأل: هل يستطيع فريق النصر تجاوز مشاكله وصراعاته الداخلية، ويحقق المعجزة بتجاوز دور الـ16 في البطولة الآسيوية لأول مرة في تاريخه؟!