رقية سليمان الهويريني
لدي قناعة لا تقبل الشك أن لا أحد باستطاعته تمكين المرأة وتعزيز وجودها قانوناً مثل الحكومة. وقد كان الرجل ينظر للمرأة السعودية قبل التعليم بفوقية وازدراء، وهذا ما لمسته اجتماعياً، وبعد التعليم والعمل صارت تستلم مرتباً فارتفعت درجتها قليلاً، ولكنها لا تزال دون المستوى! وجاء دخولها لمجلس الشورى والمجالس البلدية ثورة على الانطباعات السلبية التي علقت بالمرأة! برغم عدم التقبل الاجتماعي من لدن الذكور.
وكانت لبيئة العمل المختلط دور في جعلها تجد قبولاً عند الرجل حيث اكتشف أنها مساوية له أو تتفوق عليه في إدارة العمل من خلال التزامها وجديتها، وصرنا نسمع ونرى سيدات يتسلمن مناصب إدارية وقيادية في مراكز سياسية واقتصادية وتجارية.
وجاء قرار عدم اشتراط موافقة ولي المرأة في قضاء شئونها كالدراسة والعمل وإجراء العمليات الجراحية والحصول على جميع الخدمات الحكومية والخاصة مكملاً لتعزيز مكانتها وترسيخ مواطنتها، ثم لحقه قرار منحها حق قيادة سيارتها دون شروط أسوة بالرجل.
والحق أن قرار تقييد سفرها بموافقة وليها مرهق لها، حيث تواجه بالرفض أو تتعرض للابتزاز المادي لأجل الحصول على الموافقة، وقد ضاعت فرص عديدة على بعض الفتيات والسيدات لاسيما حين يتعلق الأمر ببعثة دراسية أو رحلة علمية أو عملية. وكان بعض الأولياء يقفون متجبرين مزهوين أمام المرأة مستندين على قرار تقييد سفرها بموافقته، حتى لو كان تافهاً أو عربيداً أو فاشلاً!.
وقد تعاملت المرأة العاقلة مع الحكومة بحكمة، حيث طالبت بحقوقها بسلمية تامة من خلال الكتابة وإظهار مدى الحاجة لرفع حظر السفر المشروط بالموافقة، وكان الصبر والترقب ملازماً لها طيلة سنوات تحملت بعض النساء تعنت فئة من الرجال، ونعمت النساء الأخريات بأولياء مدركين لمكانتها، فمنحوها إذناً مفتوحاً لسفرات عدة. وهي مناسبة لأشيد بأولئك الرجال الذين سهلوا لأمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم عبور بوابة السفر بجواز الثقة والحب.
وفي أغسطس 2019م صدر القرار التاريخي بمساواة المواطنة بشقيقها المواطن بكل ما يتعلق بوثائق السفر من استخراج الجواز، والسفر دون قيد الموافقة بعد بلوغها 21 سنة، ورافقته قرارات تصب في مصلحة الأسرة والعيش بهذا الوطن بطمأنينة وهدوء وحق تقرير المصير!!.
شكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على هذه القرارات السيادية الحاسمة.