الثقافية - محمد المرزوقي:
يعكف معالي الأستاذ جميل بن إبراهيم الحجيلان، خلال هذه الأيام على متابعة المراحل الأخيرة من (طباعة) سيرته الذاتية، التي من المتوقع أن يصافح بها القراء في معرض جدة الدولي للكتاب، وفي معرض الرياض الدولي للكتاب، في دورتيهما المقبلتين، حيث ستكون هذه السيرة إضافة (نوعية) إلى المكتبة الوطنية، ومرجعية تاريخية وثقافية للباحثين والدارسين والنخب الثقافية، نظرا لما تميزت به مسيرة الحجيلان العملية من محطات ومراحل إدارية تنوعت واختلفت في المهام، إلا أنها التقت في شخصية إدارية واحدة، أكسبتها المعرفة الإدارية، والخبرة العلمية والعملية في مسارات متعددة، حيث عمل الحجيلان في السلك الدبوماسي، حيث عُيِّن كأول سفير لدولة الكويت، فسفيراً لدى ألمانيا الاتحادية، ثم سفيراً في فرنسا، ليتم تعيينه بعد ذلك أميناً عاماً لمجلس دول التعاون الخليجي. لقد أمضى الحجيلان سيرة حافلة بالعطاء المتجدد من مهمة إدارية إلى أخرى، ومن سفارة إلى وزارة، متسنما العديد من المهام والمسؤوليات التي أولاها جل اهتمامه وتفانيه وإخلاصه للوطن وقيادته، خارج المملكة وداخلها، عير مسيرة إدارية قدمت الكثير من الإسهام أيضاً لمسيرة إعلامنا السعودي، وتحديد المراحل الأولى من تأسيسه ونشأته، حيث يعد الحجيلان مديراً عاماً للإذاعة والصحافة والنشر بمرتبة وكيل وزارة، إذ عين حينها كأول وزير إعلام سعودي، ما جعل منه شاهدا على مرحلة، ساهم فيها الحجيلان بفكره وخبرته وتجاربه وثقافته العلمية والمعرفية (الشمولية)، ما يجعل من الحجيلان أحد أبرز رواد الإعلام السعودي، كما أسهم من خلال هذه التجارب الإدارية والمهنية في قيادة العمل المؤسساتي، في وزارة الصحة إذ عمل أيضاً وزيرا لها.
إن سيرة ممتدة لعقود من الحياة في الإدارة والدبلوماسية، تجعل من سيرة الحجيلان شرفة من الشرفات التي يطل من خلالها القراء على ذاكرة مشهدنا الوطني، خاصة أن هذه السيرة كتبها صاحبها، وتابع تفاصيل سردها، وحكاياته مع الإدارة والوزارة والسفارة، متخذا من الواقع مدادا لتدوينها بموضوعية مواطن، ووعي مسؤول، ونباهة سفير، إلى الكلمة السامية، ورسالتها، عندما يكتبها مواطن لتاريخ الوطن.. وذاكرة أبنائه.