سعد بن عبدالقادر القويعي
تتزايد افتراءات ميليشيات الحوثي الإيرانية، بعد أن تكبدت كل يوم الهزائم، والانكسارات، والخسائر -البشرية والمادية-، وهو ما يجعلها تلجأ لاختلاق الأكاذيب، وتحقيق الانتصارات الوهمية عبر وسائلها الإعلامية، والتستر خلف شعارات جوفاء من حماية البلاد، والحفاظ على حقوقها، وذلك عن طريق التفافات تقية، وشعارات خفية مدعومة من إيران، في محاولة لتصدير النسخة الإيرانية من حكم ولاية الفقيه، ومن دعم مالي هائل قادم من قطر.
لا يسأم الحوثي من كثرة الغدر، ونقض العهود، والألاعيب السياسية، ففي مشهد دموي مروع، يعبر عن حالة انحطاط أخلاقي، وفجور في الخصومة بعلي عبدالله صالح -الرئيس اليمني السابق-، وقتله بدم بارد، وهو حليفهم الوحيد في اليمن، والذي كان إلى وقت قريب سندها، حين منحها الغطاء السياسي عند سيطرتها على العاصمة صنعاء، دليل أكيد على أن هذه العصابة المارقة أصبحت خارج منطق التاريخ، كما أنها غير قادرة على التعايش مع محيطيها -الداخلي والخارجي-؛ نظرا لتهديدها الأمن الإقليمي، والسلم الدولي.
لا أبالغ إن وصفت الحوثي بوصف أعداء الإنسانية؛ نظرًا لما ترتكبه هذه الميليشيات من انتهاكات ضد الإنسان اليمني، ولما يتمتع تاريخهم الطويل من الغدر، والخيانة؛ مستغلة الدعم، والمكر السياسي الذي وفرته لها إيران في كيفية التعاطي مع التقلبات السياسية في البلاد. فليس في عقدتهم أصول تمنعهم من المحرمات من استهداف المدنيين، وقتل الأبرياء، والاعتداء على المنشآت، والمجمعات السكانية، التي فيها انتهاك للمواثيق الدولية، والقوانين التي تجرم مثل هذه الاعتداءات.
بحكم طبيعة الغدر الحوثي، واعتيادهم على جني ثمارها الفاسدة، فإن مواجهة التمرد السلالي العنصري، والمرتبطة بأجندات خفية تستهدف أمن، وسلامة السعودية، ودول الخليج العربي الأخرى حق مشروع؛ حتى لا يتحول اليمن إلى قاعدة فارسية تأتمر بأمر الولي الفقيه؛ ولأنهم لا يؤتمنون، فإن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان في اليمن، وما زالت شواهد ذلك ماثلة للعيون، والأسماع، أنهم خطر على الحليف قبل العدو.