سمر المقرن
وصول مولود جديد إلى منزل الأسرة ليس أمراً سهلاً، بل مهم أن تكون الاستعدادات مسؤولية مشتركة ما بين الوالدين، فالأم بعد الولادة ليست وحدها المخوّلة بالرعاية خصوصاً وأن الثقافة في هذا السياق تتغير، والفكر يتطور، ولم يعد الرجل اليوم مثل الرجل زمان الذي كان من المعيب والعار عليه أن يعتني بطفله، فالدور الأبوي قديماً لا يبرح المسؤولية المادية والتوجيه والإرشاد، أما الأعمال الأخرى والدقيقة فكانت حصراً على الأم فقط!
مع النظام الحياتي الجديد نحتاج إلى مشاركة حقيقية من قِبل الأب، خصوصاً في الأيام الأولى بعد الولادة، ومن هذا المنطلق فإن النظام يمنح الأب إجازة مدتها ثلاثة أيام مدفوعة الأجر عند حضور مولود جديد له، فهذه الأيام الأولى قد ينشغل فيها الأب باستقبال المولود وتهيئة الاحتياجات الضرورية وكذلك الإجراءات الإدارية مثل تبليغ الولادة والمستشفى وغيرها، لكن إذا نظرنا إلى أهمية بقاء الأب إلى جانب مولوده الجديد نجد أن الحاجة أكثر من ثلاثة أيام، وقد بحثت مسحا شاملا على الدول التي تهتم في منح الأب إجازة أبوّة مدفوعة، ووجدت أن دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية تعطيه إجازة لمدة عام كامل مدفوعة الأجر، وأعتقد أن هذا الاهتمام نابع من ثقافة المشاركة وأن المولود ليس مسؤولية الأم فقط. في المقابل هناك دول مثل أمريكا لا تعطي الأب أي إجازة عند الولادة وهذا مؤشر على اللامبالاة بدور الأب، مع أن بعض الولايات بدأت في سن قانون لإجازة الأبوّة لكنه كنظام لم يصدر على مستوى الولايات الأميركية.
شعور الأب بأهمية حدث قدوم مولود جديد، من خلال إجازة خاصة لهذه المناسبة، هذا الأمر مهم في ثقافة المشاركة وعدم إلقاء المسؤولية بالكامل على الأم، خصوصاً وأنها في هذه المرحلة تكون متعبة وبحاجة إلى المساعدة، وثلاثة أيام إجازة أبوّة لا أعتقد أنها كافية، فلو كانت الإجازة على الأقل أسبوعين مدفوعين وأسبوعين آخرين غير مدفوعين سوف يدعم هذا الدور الأساسي للأب في هذه المرحلة، ويجعل منه شريكا كاملا منذ أيام الطفل الأولى، ليتجاوز دوره الدعم اللوجستي أو الترتيبات الإدارية إلى ما هو أبعد من ذلك.