تصوير - عبدالله الرويس:
تتميز محافظة الدوادمي بصحاريها الجميلة التي تحتضن في جبالها وسهولها معالم أثرية وتاريخية مهمة، ومناطق صحراوية بيئية جميلة مما يجعلها أحد أجمل صحاري المملكة.
تقع محافظة الدوادمي في منطقة الرياض ويبلغ عدد سكانها 190.000 نسمة وتقع معظم أراضيها ضمن نطاق ما يسمى بالدرع العربي، ويبلغ متوسط اتساعها 215كم، وتبلغ مساحتها نحو ثلاثين ألف كلم مربع، ويبلغ أعلى ارتفاع صخري لمحافظة الدوادمي 1307 أمتار في جبل النير في أقصى الغرب، كما يبلغ أقل ارتفاع سهلي لها 660 مترًا في أقصى الشمال الشرقي.
وسطح محافظة الدوادمي منبسط وتكثر فيه النتوءات الصخرية والهضاب الصغيرة، وتكثر على سطح المحافظة الجبال الضخمة والهضاب والرمال والأودية، ومن أبرز الجبال والهضاب: ثهلان، حَبَلة، حلِّيت، طُخفة، البيضتين.
ويوجد في المنطقة الكثير من الأودية الكبيرة والصغيرة، منها: وادي الرشاء، ووادي خنوقة، ووادي جهام، ووادي الكلاب، ووادي التسرير، ووادي الهييشة، ووادي أبو عشر.
كما يوجد في المحافظة المناطق الرملية مثل نفود السر التي تمتد من الجنوب إلى الشمال، حيث تجتمع شمالاً بكثبان القصيم، وجنوبًا برمال القويعية، وهناك أيضًا نفود سلام التي تقع شمال غرب المحافظة وموازية لحدود المحافظة مع محافظة الرس.
وكشفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عن اكتشافات أثرية جديدة أظهرتها نتائج العمل الميداني ضمن الموسم الأول من مشروع التنقيب في موقع حليت الأثري بمحافظة الدوادمي في منطقة الرياض، والتي أثبتت أهمية الموقع بشكل واضح من خلال الكشف عن مجموعة من الظواهر العمرانية المتنوعة في الموقع.
وتوجد في صحراء الدوادمي آثار جبل ثهلان التي تحتوي على رسوم الأسود في مطيوي دلعة في الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى رسوم لمجموعة بشر على هيئة راقصة، وفي صمة الريان رسوم لبقر الوحش.
كما توجد آثار أشقر البراقة في جبال الأسودة جنوب غرب المحافظة، وتحتوي على رسوم للحيوانات البرية كإشارات إلى حرفة الزراعة بالمحافظة.
وتعد الدوادمي من الناحية الأثرية من أهم المواقع التي لفتت نظر الباحثين والمهتمين، فبدأت عمليات المسح منذ عام 1979م، التي أسهمت في اكتشاف عديد من المواقع والعثور على قطع نادرة.
ومن المواقع التراثية في الدوادمي أيضًا قرية وضاخ، وهي قرية ومنبر في الطرف الشمالي من بلاد بني نمير يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية المبكرة؛ ويبدو أن قبيلتي غنيّ وباهلة قد حلوها بعد تشتت بني نمير أيام بني العباس.
وتنسب إلى وضاخ البُرَم التي تصنع من صخور الحجر الصابوني الهشة، ويقع منجمها في شمال المحافظة، وقد أحيط جزء منه بسياج حديدي، وفيه مجال جيد للتنقيب الأثري؛ حيث أفاد السكان المجاورون بوجود اللـُّقى والملتقطات المتنوعة إلى عهد قريب.
وفي شرق المنطقة المسيجة تقع آثار القرية على مساحة لا تقل عن ستين ألف متر مربع؛ وهي مخططة بشكل جيد وتكاد ترتقي إلى أن تكون مدينة في عـُرف تلك الحقبة، وقد ذكر في بعض المصادر باسم «معدن الصحراء» وحدثت بالقرب منها بعض المعارك عند اختلال الحكم الأموي.
وفي الجهة الشمالية من جبال الأسودة في جنوب غرب المحافظة يقع أشقر البراقة، ويشتهر بمعادن الذهب والفضة، وتنتشر هذه الآثار على مساحة واسعة من الأرض.