عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كان واضحاً منذ البداية عدم رغبة أصحاب القرار في البيت الهلالي في استمرار اللاعب القضية عمر عبد الرحمن «عموري» لتمثيل الفريق، وتجديد عقده الذي ينتهي في منتصف هذا الشهر الثامن من عام 2019م بغض النظر عن الأسباب وتداعياتها وقناعة إدارة النادي وأجهزته الفنية والطبية.
وقد كان الأمر واضحا وجليا منذ البداية عندما أعلنت إدارة النادي أسماء اللاعبين المغادرين إلى معسكر الإعداد في النمسا، قبل أن تواجه عاصفة من الانتقادات الجماهيرية والهاشتاقات التويترية، مما جعلها تستجيب لمطالب الجماهير وتتراجع وتعلن ضم اللاعب، وإضافة اسمه مع بقية اللاعبين، وهنا كانت بداية القصة الدرامية والمؤلمة، فخضوع الإدارة الجديدة لعاطفة الجماهير وانصياعها لرغبتهم جعلها أكثر حرجا، وباتت إدارة مترددة ومشتتة رغم أن لديها قناعة في صعوبة عودة اللاعب إلى وضعه الطبيعي ومقدرته على تقديم المطلوب منه فنيا وما يعود بالفائدة للفريق، خاصة أنها الإصابة الثالثة له، وكان قرارها نافذا ونهائيا ولكن مجاملة الجمهور والخوف من مقولة «الهلال ملك جماهيره» جعلها بين سندان المدرب ومطرقة الجمهور، مما جعل الدراما تستمر وتكمل السيناريو الذي تم العمل به للتخلص من اللاعب مع عدم خسارة الجمهور وكسر رغبته، ولكن في الحقيقة هذا خطأ ونتيجته دائما ما تكون مؤلمة لأن الصراحة والوضوح دائما الأفضل والصدق حبيب الله.
واكتملت فصول الدراما في ذهاب اللاعب إلى المعسكر وما لبث حتى أعلن أن استمراره وتجديد عقده مرتبط بنتيجة الفحص الطبي النهائي، ومن ثم غادر اللاعب المعسكر لطبيبه في اسبانيا واحضر كشفا يؤكد سلامته وإمكانية مزاولة الكرة، بل انه يستطيع لعب مباراة كاملة حسب الأخبار المعلنة، وبعد ذلك اعتقد الجميع أن عموري سيستمر لاعبا هلاليا لموسم آخر، إلا أن الهلاليين طلبوا منه تقريرا آخر من مركز فيفا الطبي في الامارات والذي من خلاله يتم استمراره من عدمه ليغادر اللاعب لإحضار التقرير وتأكيد شفائه وهو ما حدث تماما. انتهى هنا الأمر المتعلق بإصابة اللاعب وشفائه التام لتستمر الدراما في تجديد العقد وبداية المفاوضات بين الهلال ومدير أعماله، والتي من المفترض أن تكون بسيطة وسلسة وهامشية عطفا على رغبة اللاعب وعشقه للنادي والجمهور، كيف لا وهو ابن النادي البار، إلا أن ذلك لم يحدث مما اضطر رئيس النادي للسفر لدبي كما ذكر والاجتماع بمدير الأعمال الذي طلب مهلة، وبعد ذلك تم إقحام والد اللاعب وطرح شروطه إلى أن تم اتهام مدير الأعمال واللاعب بالمماطلة والتأخر في الرد، ليتم إصدار بيان من مركز الهلال الإعلامي عن توقف المفاوضات معه ومدير أعماله منهيةً مسلسلاً لم ينته بعد.
والحقيقة تقول إن الدراما التي انتهجت للتخلص من اللاعب كانت واضحة ومملة وليس هكذا تورد الإبل، فاللاعب بعد إصابته بالرباط ثلاث مرات متتالية كان واضحا صعوبة عودته كما كان وعقده ساريا حتى منتصف هذا الشهر «أغسطس»، فكان قرار إدارة النادي صحيحا ومنطقيا لو أنها استمرت ولم تتراجع عن موقفها في ضم اللاعب وانتظرت لنهاية عقده ومن ثم عدم تجديده، دون الدخول في أخذ وجذب وأخبار وتصاريح وبيانات لم يكن لها داع، ولكن في النهاية تخضع الإدارة لدفع جميع مرتبات اللاعب حتى نهاية عقده ليس كرما ولكن لأن العقد كان مستمرا واللاعب مسجلا رسميا في كشوفات النادي، وهذا درس يجب أن تتعلم منه الإدارة فالعمل والتوجه لمصلحة النادي والفريق وليس كما يطلبه المشاهدون.
نقاط للتأمل
- كلما اشتدت وكثرت المشاكل والضغط الإعلامي والجماهيري ميلوا على عالمية بطل الدوري والتشكيك في وصوله للعالمية والذي تأهله على حساب فريق بوهانج ستيلرز الكوري ذهابا وإيابا، واللقاء الذي أهل الفريق من استاد الملك فهد الدولي بالرياض بتاريخ 22 - 8 -1419هـ.. والغريب أن من يشكك اليوم ويرسخ مفاهيم مغلوطة ويقلل من إنجازات الآخرين كان يكتب المانشتات ويبارك ويتغني بنصر العالمية عندما حطم المحركات الكورية.. سبحان الله الذي يغير ولا يتغير.
- كم كنت أتمنى أن يكون اتحاد الكرة الجديد يحمل فكرا وعملا مختلفا عن سابقيه ولكن لا اعتقد، فانظروا كيف يتم الإعلان عن استضافة المملكة مباراة السوبر الإيطالي، والسوبر السعودي الأهم والأولى لا حس ولا خبر ولا إعلان عن المكان والزمان، رغم أنها بطولة رسمية معتمدة وتأخيرها دليل على ضعف اتخاذ القرار في منظومة العمل داخل الاتحاد الجديد.
- لم يتبقَ سوى ثلاثة أسابيع على انطلاق دوري المحترفين السعودي وحتى الآن لم يتم الإعلان عن رئيس اللجنة الأهم والحساسة جدا «لجنة الحكام»، والكل يأمل ألا يتكرر الخطأ ويتم الإسناد لشخص مثل كلاتنبيرج الذي كان حالة من اللغط والجدل والفوضى والتخبطات والمتناقضات حتى تم إبعاده، بعدها هدأت الأمور وغاب التشنج والتشكيك خاصة في تقنية الفار.
- تمنيت في المقال الأخير قبل أسبوع ألا تكون الأخبار صحيحة حول نية اتحاد القدم التعاقد مع المدرب الفرنسي هيرفي رينار، ورغم أنني لم أصل لدرجة أستطيع تقييم أداء أي مدرب، لكن ما شاهدته من أداء المنتخب المغربي مؤخرا والسيد هيرفي مديرة الفني أجزم أنه لن يستطيع تقديم الأفضل، فمن فشل مع منتخب أُسود الأطلس وكلهم نجوم ومحترفون أوروبيا وعربيا فماذا هو فاعل مع محترفين بعقليات هواة وانتظروا وستشاهدون؟.
خاتمة:
سولف مع العالم مثل ما يحبون
واترك لهم على الهوامش مساحة
اثنين في هذا الزمن ما يعيشون
راعي الضمير ومن يقول الصراحة
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. لكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.