د. خيرية السقاف
في منافذ قدوم الحجيج نظام أمني باهر، تتباهى به هذه البلاد دقة، وعناية، وآلية، يحفظ للقادم حقه في المثول، كما يحفظ للوثائق الأمنية حقها في مراجعها..
والحديث لا ينتهي في شأن ما تحققه مساعي التطوير، والتجديد، والإضافة لجميع الجهات المعنية بشؤون ضيوف الرحمن، بل معها المواطنون على صعد المؤسسات النظامية الرسمية باختلافها، والمؤسسات المساندة لها فردية، وشركات أخرى..
تلك التي تعمل معا في منظومة دقيقة، ومنسابة للحجيج الذين كانوا يفدون قبلا على الأقدام، والدواب، فالعربات، والسفن، فالطائرات، وغدوا يتنقلون بالقطارات الداخلية، على اتساع رقعة السبل التي يبلغون عنها مشاعرهم، ويؤدون فيها نسكهم، فتنظيم المسالك باتجاهاتها، وتمويلها بكل احتياجات الحجيج، إضاءة، ووقودًا، ومطاعمَ، واستراحات، ومساجدَ، وبيوتَ راحة، ومتاجرَ توفر الزاد، والماء، والكساء، لهو عمل فائق النمذجة، والاستثناء الذي لا تقواه كبريات الأمم، ونجحت فيه السعودية وحدها..
والآن من القفزات المميزة، المدهشة بمثولها في موسم هذا العام هذا الوجود الحيوي للمرأة السعودية المندرجة في العمل الأمني خلف أجهزته المسؤولة، إذ جلست في استقبال الضيوف خلف أجهزة «الجوازات» تتحدث إليهم بألسنتهم، وتتفاعل مع وثائقهم بما يطمئنهم نحو الإجراءات النظامية، بما يسَّر عليهم شأن التفاهم، ومنحهم الثقة في التبادل، ومكنهم من الإجراءات بيسر، وسهولة..
نحن لا نشكر جهود الأمن بمرافقه في تطوره، وإضافاته الفارقة فقط، وإنما نبدأ فنشكر الله جل جلاله على توفيقه، وأزره في عون هذه البلاد لتكون قبلة المسلمين، ومصدر أمنهم، وملاذ شعائرهم، ومنطلق توباتهم، وسكن أوباتهم، ومناخ مسرَّاتهم، ومكان تطهيرهم بما خص به تعالى هذه البلاد من شرف قدسية أرضها، وتفردها بقبلة المسلمين..
تحية خاصة لبنات الوطن وهنَّ على ثغور أمننا، ومرجع سلامة ضيوفنا، ولكل من معهن من رجال يضطلعون بمهام الحج، وضيوف الرحمن باختلاف مؤسساته..