فهد بن جليد
في وقت سابق تم إزالة أو نقل غرفة المُدخنات السيدات في الصالة الداخلية بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة إلى مكان آخر، السبب كما أفهمه هو أنَّ مكان غرفة تدخين النساء في الجهة الشمالية من الصالة الداخلية أمام المُسافرين وعائلاتهم لم يكن مُناسباً، إضافة لكون مواصفاتها الشفافة التي تعكس النساء وهنَّ يدخنَّ بداخلها أمام المُسافرين يعطي صورة خاطئة، رغم أن غُرف المُدخنين الرجال في كل مكان مُغلقة وغير شفافة ولا يُرى من بداخلها عادة، شخصياً لستُ ضد تخصيص مثل هذه الأماكن التي تتعلَّق بالحرية الشخصية في نهاية المطاف - أسوة بالمطارات العالمية- التي يؤمُّها المسافرون من كل الجنسيات، ومثل هذا الأمر حدث سباقاً في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ولعل وجود هذه الغرف ثم إلغاءها يتعلَّق بحسب بعض التقارير الصحفية لاشتراطات الحصول على تصنيفات دولية، الفكرة تبقى -مقبولة على مضض- للحفاظ على نظام منع التدخين في هذه الأماكن، ولكن مواصفات التطبيق هي الفيصل، فسابقاً لم تكن مُناسبة لتقبُّل مُجتمع المُسافرين خصوصاً العائلات والأطفال.
تذكرتُ هذا المشهد ونحن على بعد 30 يوماً من اعتماد الدليل الإرشادي لقرار حظر التدخين في أماكن العمل، الذي أصدره وزير العمل والتنمية الاجتماعية، والذي يوضح التفاصيل والإجراءات ويتطلب تخصيص أماكن أو غرف بمواصفات خاصة لتدخين الموظفين والموظفات والجمهور، ومن أهم الاشتراطات التي ترشَّحت أن تبعد هذه الأماكن عن المكاتب بنسبة 15 متراً، وتكون في الهواء الطلق، وأن تكون مفتوحة بلا حواجز أو مقاعد، وألا تُقدَّم فيها المشروبات ولا تحتوي على وسائل أو أجهزة ترفيه، في كل الأحوال علينا انتظار كيفية التطبيق حتى نحكم على نجاح ومناسبة التجربة من عدمها، فهي ستبقى أفضل بكثير من غياب أي ضوابط لعملية التدخين، والغاية الحفاظ على صحة وسلامة العاملين، وتحسين بيئة العمل وجعلها صحية وجاذبة.
وجود مثل هذه الأماكن والغرف بمواصفات مُناسبة بات ضرورة لها أهميتها وما يُبرِّرها للحفاظ على صحة غير المُدخنين، وهو ما يعني تغليظ عقوبة التدخين خارجها وتطبيق النظام في حق المُخالفين بصرامة وجدية، وستبقى المكان الأمثل لتمرير رسائل وصور التوعية والتحذير من التدخين ومخاطره، فالهدف الأسمى في نهاية المطاف هو الحد من التدخين لا تشجيعه، في ظل أن أساليب «المنع» غير مُجديه وغير نافعة، لننتظر ما ستكشفه الأيام القادمة مع بدء التطبيق قبل أن نكون مع أو ضد وجودها.
وعلى دروب الخير نلتقي.