أحمد بن عبدالرحمن الجبير
لقد قطعت وزارة الداخلية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو وزير الداخلية -حفظهم الله- أشواطًا كبيرة فيما يتعلق بمنظومة الإجراءات الإلكترونية في مختلف الأعمال، حيث خففت هذه الإجراءات على المواطنين والمقيمين وخاصة في نظام (أبشر) و(تم) ولعلي أتوقف هنا عند جهود الوزارة فيما يتعلق بتسهيل أعمال الحجاج للقادمين من خارج المملكة، ومبادرات طريق مكة، التي تهدف إلى إنهاء إجراءات دخول الحجاج للمملكة من مطارات دولهم.
ولا شك أن جهود الوزارة متعددة، وبخاصة في الأمن والمرور، والجوازات والدفاع المدني، وحرس الحدود والمخدرات والسجون، وما نراه من انفتاح إلكتروني، وانتهاج أساليب تربوية في التعامل مع السجناء، فمثل هذه الإجراءات تثلج صدورنا، ناهيك عن مبادرة (فرجت) التي كانت مبادرة إنسانية، أظهرت بأن الوزارة تنظر للسجون باعتبارها مراكز تأهيل وإصلاح، وليست مكانًا لقضاء العقوبة، وهذه الفلسفة متزامنة مع التحولات الكبيرة التي تشهدها المملكة في ظل الرؤية السعودية 2030م.
وللوزارة في الحج حضور كبير، يبدأ من انطلاق الحاج من بلده لحين عودته، وفي هذه الرحلة تكاد تكون الوزارة شاهدًا، وفاعلا رئيسًا في جميع تفصيلاته، وقد لا يرى البعض هذه الجهود الجبارة مباشرة لكن حتما فإن كل منصف أو متابع سينظر بعين الرضا لجهود وزارة الداخلية في تأمين الحجاج، ولهذا فإن مسؤولي وزارة الداخلية هم من نخبة أبناء هذا الوطن المعطاء، والذين كانت لهم تجربتهم، ومساهماتهم في بنائه ورقيه.
ولا يفوتنا بالإشادة بجهود الوزارة في أمن الحجاج وفقا لتوجيهات قيادتنا الحكيمة -أعزها الله- التي أفردت مجالا أكبر لرعاية الحجاج، ودعوة العديد من أبناء العالم العربي، والإسلامي والدولي للحج على نفقتها، وضمان أمنهم واستقرارهم، مما جعل المملكة من أفضل الدول في إدارة الحشود، لحجاج قدموا من كل فج عميق بلغات وعادات، وتقاليد مختلفة، ومع ذلك تبقى جهود وزارة الداخلية صاحبة السبق في هذا المجال الذي يبهج النفس ويرفع من قدرة، وكفاءة المملكة في إدارة الحج.
فإنسانية رجال الأمن، وجهود الجوازات، والمرور والدفاع المدني، وجهود شبابنا المتطوعين، تعطي العالم صورة طيبة عن السعودية العظيمة، وعن شعبها النبيل، وإني أهيب بسمو وزير الداخلية لتوسعة النشاط التطوعي في خدمة الحجاج، والمعتمرين، وبأن يتم إنشاء معهد للخدمات التطوعية، ضمن قطاعات وزارة الداخلية، ليتخرج الطالب منه بشهادات متخصصة في الخدمة الاجتماعية والإنسانية، وتسهيل الإجراءات على الحجاج، وتقديم أرقى الخدمات لهم.
ونتوجه بالشكر لوزارة الداخلية على هذه الجهود الجبارة، ونشيد بالقدرة الإشرافية العظيمة لسمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف -حفظه الله- على ما يبذله من تنظيم وإدارة، وإشراف ومتابعة، ونتمنى عودة العديد من المناشط الإعلامية التي تميزت بها الوزارة، كالبرامج الحوارية، والندوات التلفازية، التي ترصد الاهتمام الاجتماعي، والإنساني لمواطنينا، والعلاقة الطيبة بين المواطن والمسؤول، لنشعر العالم أن السعودية دولة عظمى، وأن السعوديين غير.