فيصل خالد الخديدي
عادة ما يبقى ولاء المبدعين ووفاءهم متعلقاً بمحيطهم سواء التخصصي أو المكاني وإن لم يكن تقدير المبدع نابعاً ممن يشتركون معه في ذات الهم ويتقاسمون معه معاناته ويشعرون بأهميته ومقدار فقده, فلن يحدث ذلك من غيرهم إلا نادراً, ولعل ما حدث في ملتقى علايا آرت من تكريم للفنان التشكيلي والناقد الراحل ضيف الله القرني رحمه الله, جمع بين وفاء التشكيليين لزميلهم الراحل وعرفان أبناء محافظته ومسقط رأسه لإبداعه ومكانته الفنية في مسيرة الفن التشكيلي السعودي, وهي لمسة وفاء تستحق الإشادة والتوقف عندها قليلاً فالفنان ضيف الله القرني ولد في بلقرن آل يزيد جنوب المملكة العربية السعودية عام 1389 وتلقى تعليمه فيها ثم تلقى تعليمه المتوسط والثانوي في سبت العلايا بعد ذلك التحق بجامعة أم القرى بقسم الصحافة والإعلام, وانتقل إلى رحمة الله عام 1417هـ، بعد أن قدم الكثير للساحة التشكيلية المحلية سواء على مستوى المنجز التشكيلي أو القراءات الناقدة وأقام في حياته أربعة معارض شخصية وكتب العديد من القراءات النقدية في الصحف المحلية, استحق على كل ما قدم من إبداع ذلك الوفاء من القائمين على ملتقى علايا آرت.
إن لمسة الوفاء التي سطرها القائمون على ملتقى علايا آرت بمشاركة التشكيليين الحاضرين في حق زميلهم الراحل ضيف الله القرني رحمه الله رغم بساطتها إلا أنها تحمل عمقاً وتأصل لخطوة هامة تضاف للملتقيات بتكريم وتذكر الراحلين في كل مجال وفي كل منطقة, كما أن مبادرة رئيس بلدية بلقرن المهندس عبدالله آل دلبوح في إقامة ملتقى تشكيلي وتكريم الراحل ضيف الله القرني فيه, أمر إيجابي يدعو لاستمرار هذه المبادرة وتأصيل هذا الوفاء وذلك إما بتخصيص الدورة القادمة من الملتقى لتكون باسم ضيف الله القرني أو تنفيذ أحد أعماله باسمه في ميادين محافظة سبت العلايا وتكون لمسة الوفاء سباقة لهم في حق الراحل, وجميعها أمور متاحة وميسرة في وجود أشخاص أحبوا منطقتهم وأخلصوا لها من أمثال المهندس عبدالله والفنان عارف الغامدي المشرف على ملتقى علايا آرت وبمثل هذه الأعمال التي تحمل الوفاء وحسن التنظيم ونبل الأهداف تصل الملتقيات لشيء من الطموح.