«الجزيرة» - عمار العمار:
في وقت مضى كان الأمر يسير بشكل سلس وانسيابي في احتساب عدد البطولات والمنجزات للأندية والتي لا بد أن تستمد رسميتها من عدمها باعتمادها من الجهة المخولة وهي الاتحاد السعودي لكرة القدم، وفي السابق لم يكن هناك زيادة أو نقص في عدد البطولات التي أجمع عليها الجميع خصوصاً بطولات الدوري، ولم تظهر على السطح أندية ضمت بطولات غير رسمية لسجلها كما حدث ويحدث في السنوات الأخيرة.
فرأينا عدد البطولات يتزايد يوماً بعد يوم وظهر خلط بين البطولات الرسمية والودية والتنشيطية كما حدث مع بطولات النصر والأهلي والاتحاد وحتى الشباب ?!
فالاتحاد السعودي لكرة القدم وحده يتحمل مسئولية ما يحدث هذه الأيام بعدم البت في سجل البطولات الرسمية وغير الرسمية وهو المعني بدرجة كبيرة بإيضاح حقيقة ما يحدث ومن المفترض أن يصدر بياناً يثبت فيه ماهية البطولات الرسمية من غيرها حتى يمنع الاجتهادات من قبل البعض.
البطولات الرسمية التي يعلمها الجميع والتي أقيمت وتقام على مستوى المملكة وهي 8 بطولات، بطولة كأس الملك وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل (الاتحاد سابقاً)، والدوري الممتاز بمختلف مسمياته (من ضمنها الدوري المشترك) وكأس السوبر وكأس الملك عبدالعزيز وكذلك الدورة التصنيفية والدوري العام والبطولات الثلاث الأخيرة أقيمت لمرة واحدة فقط، وجميع هذه البطولات أثبتتها لجنة التوثيق بالأدلة والبراهين ومنعت معها الاجتهادات قبل أن يتم حل هذه اللجنة وترك الحبل على الغارب لمن يبحث عن بطولات وهمية لزيادة رصيده من البطولات ببطولات غير رسمية وودية.
التصادم التوثيقي والتضارب التاريخي في ماهية البطولات أدخلها في مأزق كبير بظهور عدد من المؤرخين سعى كل منهم في إثبات بطولات ليست رسمية يسيرها الميول وتحركها الغيرة على أنديتها بهدف زيادة عدد البطولات التي لا تندرج تحت مسمى الرسمية.
وبما أن الحدث الأبرز اقترب موعده وهو الدوري الذي سينطلق في أواخر شهر أغسطس الجاري فلعل الجميع بانتظار إيضاح حقيقة الدوري والقول الفصل في تاريخ الدوري منذ انطلاقته الرسمية من الجهة المخولة والرسمية وهي الاتحاد السعودي لكرة القدم وصد كل محاولة لتشويه تاريخ الدوري وعدد بطولاته التي أقيمت ورسميتها ووقف الاجتهادات.
المعروف لدى القاصي والداني أن الدوري بدأ في العام 1397 كأول دوري ممتاز في تاريخ المملكة وحققه الهلال وسبقه دورة تصنيفية لتصنيف فرق الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى حققها النصر في العام 1395 قبل أن يلغى أول دوري أقيم عام 1396.
مع انتهاء الدوري الماضي 1439/1440 يكون بذلك هو الدوري رقم 43 رسمياً وموثقاً لدى راغبي الحق والحقيقة وبلا اجتهادات، ولكن رأينا أموراً تختلف في الفترة الماضية مع صمت مطبق من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو يرى بطولة الدوري يتم التلاعب بكيفيتها ورسميتها، فأضافت بعض الأندية بطولات المناطق وبعضها أضاف بطولات كؤوس..
بطولات المناطق هي البطولات الأكثر إثارة للتساؤلات، فمن يعرف نظام هذه البطولات يدرك بأنها تأهيلية فقط لبطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد والتي انطلقت في العام 1377 واستمرت حتى 1396 وهي التي شهدت عبثاً من البعض لجعلها بطولة دوري وإسباغ الرسمية عليها بالرغم من أنها بطولة منطقة وتنافس فيها النصر والأهلي في أخذ النصيب الأكبر وتم إضافتها لسجل بطولات الدوري والبطولات بشكل عام بالرغم من أن هذه البطولات كانت تأهيلية لنصف نهائي ونهائي أبطال المناطق للمنافسة على بطولة كأس الملك أو كأس ولي العهد.
فعلى سبيل المثال نجد أن الصوت النصراوي الرسمي يقول إن لديه 17 بطولة دوري بإضافة بطولات المنطقة الوسطى وكذلك بطولة المنطقة الوسطى والشرقية، كما شاهدنا النادي الأهلي صاحب الثلاث بطولات للدوري يضيف سبعا أخرى ليصل للدوري رقم 10 أضاف معها بطولات كأس الملك بمثابة بطولة الدوري وهو الأمر الذي يستدعي معها حذف بطولات كأس الملك التي حققها ويذهب معها لقب بطل الكؤوس الذي يتغنى به الأهلاويون.
السؤال الأبرز الآن هل يخرج الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأستاذ ياسر المسحل قبل انطلاقة الدوري الجديد ويعلن عن الآلية التي تم ويتم من خلالها احتساب بطولات الدوري ووقف الاجتهادات من بعض المؤرخين، ومنح كل صاحب حق حقه أم يترك الحبل على الغارب ويستمر العبث والاجتهاد من البعض ؟؟