عبدالله العمري
ما يحدث في سوق انتقالات اللاعبين السعوديين قبل بداية كل موسم من هجرة جماعية للاعبين من خلال التنقل بين الأندية بشكل كبير جداً يؤكد أن هناك خللًا واضحًا داخل أنديتنا والكيفية التي تدار فيها، بعد أن أصبحت معظم الأندية السعودية للأسف تعتمد على البحث عن هؤلاء اللاعبين من أجل تدعيم صفوف فرقها قبل انطلاقة أي موسم جديد.
والأمر الأكثر غرابة أن بعض هؤلاء اللاعبين تجده في كل موسم ينتقل لنادي رغم أنه لم يقدم أي مستوى فني يذكر مع الفرق التي لعب لها من قبل ولم يسجل أي إضافة تذكر حتى تشفع له بأن يكون مطلبًا لبعض الأندية..!!
تسابق رؤساء الأندية وتهافتهم على التوقيع مع هؤلاء اللاعبين رغم انخفاض مستوياتهم الفنية بشكل كبير وواضح بدليل أنهم من المستحيل أن يستمروا لأكثر من موسم مع أي نادٍ ينتقلون له بسبب انكشاف مستوياتهم الفنية الضعيفة جداً عند إشراكهم في المباريات الرسمية، وبعضهم لا يستطيع حتى الدخول ضمن قائمة الفريق الاحتياطية، يؤكد أن مشكلة الكرة السعودية في المقام الأول هي إدارية بحته جداً بسبب بحث بعض الرؤساء عن إنجاز وقتي وشخصي يسجل له فقط بعيدًا عن رسم أي خطط مستقبلية للنادي، لذا تجدهم يعتمدون في عملهم بالبحث عن هؤلاء اللاعبين وتسجيلهم.
السياسة التي تنتهجها جل إدارات الأندية لدينا فيها ضرر كبير جداً على الكرة السعودية، وهو أمر أصبحنا نشاهده اليوم على أرض الواقع وهو التراجع الكبير لمنتخباتنا الوطنية على كافة مستوياتها بداية من المنتخب الأول مرورًا بكافة فئاته السنية، وحتى أنديتنا أصبحت بعيدة عن الإنجازات.
الاعتماد على اللاعب الجاهز فيه تدمير كبير للفئات السنية التي أصبحت تعاني اليوم من إهمال واضح جدًا في كافة الأندية وأصبحت مخرجاتها ضعيفة للغاية، وإن وجد لاعب مميز بالفئات السنية فإن مصيره سيكون معروفًا سلفاً ولا يمكن أن يبرز ويمنح فرصة المشاركة مع ناديه بسبب الاعتماد والبحث عن اللاعب الجاهز والذي بكل تأكيد سيكون على حساب اللاعبين الصغار والصاعدين من الفئات السنية، كما أن سلخ جلد الفريق مع بداية كل موسم فيه إرهاق كبير لخزائن هذه الأندية وتحميلها لديون طائلة جداً سيعاني منها النادي لسنوات طويلة.
الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالب بدراسة ما يحدث في سوق الانتقالات ووقف تكرار تنقل بعض اللاعبين بين الأندية بهذا الشكل الفج، وضرورة معالجتها بطريقة مميزة من خلال وضع بعض الحوافز المادية للأندية التي تعتمد على مخرجاتها من الفئات السنية، وكذلك لابد من وضع ضوابط واضحة للحد من الهجرة الجماعية للاعبين مع بداية كل موسم من خلال إلزام الأندية بأن تكون العقود مع اللاعبين أكثر من موسمين وغيرها من الضوابط التي من الممكن أن تقلص هذه الظاهرة السلبية بما يعود بالنفع على الأندية واللاعبين معاً.