فهد بن جليد
من اليوم لن أقول «سناب شات» وسأقول «السنبتة»، فهذا التعريف أسهل الكلمات المُعرَّبة وأكثرها مُجارات لسرعة العصر وإيقاعه، بعد أن قُدمت الكثير من كلمات التعريب ومنها: أيقونة صفراء يتوشحها «شبح أبيض» وهذا يُذكرني بمُصطلح «الشاطر والمشطور وبينهما كامخ»، ولله درُّ الأمير خالد الفيصل فهو صاحب الفضل في إيقاظ مراكز اللغة العربية، ونفض الغُبار عن «عقول النحويين» وحرَّك المياه الراكدة لنخرُج بتعرِّيب لكلمة «سناب شات»، بعد أن تكاسلت معاجم اللغة وأباطرتها عن القيام بدورهم المُفترض لاختيار مُصطلح أو مُرادف عربي لهذه التقنية العصرية مُنذ بداية قدومها.
صحيح أنَّ شباب العرب عادة لا يستخدمون «الكلمات المُعَّربة» فهم يفضلون الإنجليزية ذات الإيقاع العصري لأنها توهم المُتحدث والمُستمع بحالة «تقدم وتمدُّن» كاذبة، فلن تسمع تعريف «شاطر ومشطور وبينهما كامخ من البيض» عند طلب «ساندويتش بيض» مثلاً، مثلما لن تسمع كلمة «سنبتة» بكثرة تداول «سناب شات»، ولكن عدم وجود كلمات ذات دلالات عربية تقابل المُصطلحات الأجنبية يبقى ضعفًا وعيبًا لا يمكن قبوله أو السكوت عنه حتى لو أهمِّل استخدامها، فالإهال قصة أخرى مُختلفة تمامًا عن غياب المُصطلح في الأصل.
هناك مُصطلحات كثيرة مُشابهة لـ»سناب شات» يُفترض أن تحصل على حقها في التعرِّيب، خصوصًا وأنَّ لغتنا العربية قادرة على استيعاب «مُستحدثات العصر وتقنياته»، حدثتكم فيما مضى عن قصة «أبوصالح» في مقال كتبته في 21 ديسمبر 2015 بعنوان «عندما لا نثق بأنفسنا نصبح ضعفاء»، وكيف أنَّنا في بلداننا الخليجية نتسابق للحديث باللغة الإنجليزية مع المُقيمين كنوع من التمدُّن والتحضُّر حتى نُعطي انطباعًا جيدًا عنَّنا في عيون الآخرين هروبًا من تبعات تحمل تصرفات بعض المحسوبين علينا اجتماعيًا، بل إنَّ من لا يجيدون الإنجليزية يُصرِّون على استخدام مُصطلحات مُكسَّرة على طريقة «ذس إز، ون، قفمي يو، نمبر، أوردر. إلخ»، فيُصبحوا هم الحلقة الأضعف في الحوار كما حدث مع «أبو صالح» في «المقال»، بينما استخدام العربية في بلداننا والاعتزاز بها سيُعيد لنا هيبتنا، ويجعلنا الحلقة الأقوى وسيُجبر الأجانب في بلداننا لمُجاراتنا، ومُحاولة تعلم العربية النُطق بها.
وعلى دروب الخير نلتقي.