«الجزيرة» - سفر السالم:
أكد الكاتب الاقتصادي نواف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الجميع بدأ فعليًا يشاهد الأعمال والخطوات المتسارعة التي تعمل عليها شركة القدية للاستثمار عن مشروعها الاستثنائي «القدية»، حيث أعلنت الشركة أخيرًا مخططات المرحلة الأولى لمشروع القدية التي ستنفذ أكثر من 45 مشروعًا وأكثر من 300 نشاط عبر قطاعات مختلفة تتضمن الضيافة والترفيه والرياضة والإبداع وغيرها، مؤكدًا بأنه بلاشك أن المرحلة المقبلة ستشهد متغيرات اقتصادية واجتماعية وثقافية على كافة الأصعدة، فمن ناحية اقتصادية سيسهم المشروع في تنمية الاقتصاد المحلي، حيث إنه بحسب التقديرات سيضيف المشروع قيمة اقتصادية تقدر بنحو 17 مليار ريال سنويًا للاقتصاد الوطني، مما يعني تنويع لمصادر الدخل خلافًا للبترول، تماشيًا مع رؤية 2030 التي تطمح لتنويع مصادر دخل المملكة والتشجيع على الاستثمار الخاص.
ويضيف آل الشيخ أن المشروع يستهدف توفير نحو 112.5 مليار ريال من إجمالي المبالغ التي ينفقها المواطنون في كل عام على السياحة الخارجية، وسيسهم أيضًا في استقطاب أكثر من 7 ملايين سائح سعودي من المغادرين سنويًا بقصد السياحة الخارجية، وسيشكل المشروع نقطة جذب للسياح القادمين من الخارج، وارتفاع الطلب مستقبلاً على التأشيرات السياحية.
كما سينتج عن المشاريع فرصًا استثمارية عديدة وخلق فرص العمل وإيجاد وظائف متنوعة حيث يتوقع أن يوفر المشروع نحو 25 ألف وظيفة بحلول عام 2030م، وفتح باب للصناعات الجديدة ذات الصلة، وسيزداد الطلب على الخدمات المساندة بجميعها وأصنافها، والتي تشمل الطيران والفنادق والمواصلات والاتصالات والمطاعم ومحطات الوقود والأسواق وقطاع التجزئة وغيرها من الخدمات الأخرى.
ويوضح آل الشيخ أنه في جانب المعارض والمؤتمرات «الدولية»، ستشكل هذه المشاريع فرصة سانحة للمملكة، ومنحها حق الامتياز على استضافتها، مما يعني أن المملكة ستكون وجهة عالمية مفضلة بمشيئة الله، لذا من المهم إنشاء مركز دولي للمؤتمرات والمعارض بمساحات كبيرة ليضاهي المراكز العالمية، أيضًا سيمكن المشروع من منح المملكة القدرة على استضافة مختلف الألعاب والمسابقات الدولية والإقليمية وفق بيئة جاذبة ومختلفة.
ومن ناحية اجتماعية ستسهم هذه المشاريع على تطوير الموارد البشرية وتعزيز كفاءتها وتنمية قدراتها، وستخلق مزيدًا من الأجواء الأسرية والترابط المجتمعي، والحد من البطالة وما يعكسها من آثار اجتماعية عديدة.
وفي الجانب الثقافي، سنجد عديدًا من الأبحاث والدراسات والمقالات والتقارير المتعلقة في هذا الجانب، وسنجد إقبال الطلاب على الكليات السياحية، وسنلحظ افتتاح عدد من المعاهد والمؤسسات والمراكز المتخصصة في السياحة والترفيه.
من جانبه، أشاد الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض، في العرض الخاص للتعريف بتصميمات المخطط العام لمشروع القدية التي ستنتهي المرحلة الأولى منه في عام 2023، التي تتضمن 45 مشروعًا و300 نشاط في المرحلة الأولى من القدية، بأن هذا المشروع سيضخ 17 مليار ريال في الناتج المحلي بحلول 2030 وسوف يوفر آلاف الفرص الوظيفية في هذه المرحلة.وأشار الرئيس التنفيذي إلى أنه تم البدء بأعمال الإنشاء والبنية التحتية الأولية للمساعدة على تحقيق الجدول الزمني لعملية التنفيذ الشامل على مدى 4 سنوات، ليتم الافتتاح الرئيس المقرر في مطلع عام 2023، مبينًا انه جرى أخيرًا إطلاق استكشاف التصاميم العالمية مع مجموعة المهندسين المعماريين المشهورين من مختلف أنحاء العالم.
ويؤكد الدكتور المغلوث أن المرحلة الأولى تشمل عدة مشاريع، حيث تمت التصاميم بما يتناسب مع حجم ورؤية المشروع مثل التحفيز على المشي ومناطق جغرافية منفصلة إضافة إلى منتجع ترفيهي كذلك مدينة للألعاب والحركة والتشويق إضافة إلى منطقة الجولف حيث إنه هذه المنطقة تشمل ملعب جولف للبطولات يتألف من 18 حفرة وتشمل أيضًا ناديًا ومنتجعًا فندقيًا فاخرًا ومرافق للفروسية، وتتوزع مجموعة إضافية من الخدمات الخاصة بمتاجر التجزئة والمرافق السكنية والمجتمعية في جميع أنحاء المدينة لتسهيل الوصول إليها بما يدعم نمط الحياة العصري في القدية.
وزاد الدكتور الملغوث في حديثه قائلاً: «إن هذا المشروع سيعزز الحراك الاقتصادي من خلال عمل فرص بناء وتشغيل مع مقاولين سعوديين ومستثمرين إضافة إلى أنه يعمل على انتعاش وزيادة في سوق مواد البناء والتشييد من خلال طلب وتوفير المواد مثل الأسمنت والحديد والألمنيوم والأخشاب وغيرها مما يحتاجه هذا المشروع خلال التشييد، وسيستمر تنامي الطلب المحلي واستمرار تصاعد وتيرة العمل في المشروعات المحلية مما يسهم في رفع حجم المبيعات المحلية بنسبة تراوح ما بين 3 في المائة إلى 5 في المائة وهذا كما أنه يعزز مبيعات مصانع الأسمنت ومواد البناء الأخرى، وعند الانتهاء من المرحة الأولى من مشروع القدية سوف يعد نموذجًا عالميًا في الوجهات السياحية والترفيهية ومحط انظار المستثمرين المحلين والعالميين.