سلطان المهوس
حينما عاد عبدالله بن سليمان العويد -رحمه الله- المشهور بـ«طامي»، والمولود في مدينة بريدة 1341هـ، من الشام بعد مشاركته مع الجيش العربي ضد الاستعمار الفرنسي أسس أول إذاعة في السعودية بدعم من الملك سعود -رحمه الله-؛ إذ كان الأمر أشبه بانفتاح إعلامي تاريخي غير مسبوق كما هو الحال مع ابن «بريدة» خليل الرواف - رحمه الله - أول عربي تطأ قدماه هوليوود منذ بداياتها في الثلاثينيات من القرن الماضي؛ إذ وصلها بعد رحلة طويلة ابتدأت من مسقط رأسه مدينة بريدة، وتنقل خلالها بين مدن عربية عدة قبل أن تحط رحاله في هوليوود التي كانت ناشئة في ذلك الحين؛ ليقتحم مجالها السينمائي، ويشارك في الفيلم الشهير Cover the War الذي لعب بطولته أسطورة هوليود جون واين عام 1937.
ومن «بريدة» كانت «العقيلات» الجسر الدولي والقاري بين المملكة والعالم الخارجي؛ لتخلق حالة أفق ممتد في الذهنية المجتمعية ببريدة التي باتت تؤمن بالمستحيل، وتهوى التحديات بالرغم من الغمامة التي حاول - ولا يزال - البعض خلقها للتأثير على سمعة المجتمع البريداوي المنفتح..
في «نيوم» كنت البريداوي الوحيد الذي تشرف قل أيام بدعوة لزيارة المنطقة الحالمة المستقبلية في بلدي الغالي. ولأن مخطط المستقبل يبدو عند مقارنته على الأرض أشبه بالمستحيل فقد كنت موقنًا بأن «نيوم» ستصبح فيما لو مضت بالتوجه ذاته قِبلة الاستثمار والتكنولوجيا، والمنطقة الأذكى عالميًّا..
كانت تأسيس إذاعة «مستحيلاً»، واقتحام ممثل عربي لأفلام هوليوود ضربًا من الخيال، ووصول قوافل العقيلات لكل أصقاع العالم حلمًا.. لكن التاريخ كتبها، ووثق وقائعها، وطرز أبطالها؛ الأمر الذي يطمئن الذهنية المجتمعية بالإيمان بأن «نيوم» المستقبل ستكون واجهة سعودية حقيقية وبيئة مختلفة، تتناغم مع العالم وخطوات تطوره المتسارعة..
وجدنا في «نيوم» أنا وعدد من الزملاء الإعلاميين والرياضيين تفكيرًا مختلفًا، ونمطًا حديثًا جديًّا، يتسم بالدقة، وبأعلى معدلات الترتيب لصناعة الوجه الجديد للمستقبل..
التحدي الحقيقي أن نؤمن بأن كل ما يستطيع البشر عمله يمكن أن يتحقق «هنا»، وهو ما يكرسه عراب الرؤية السعودية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبناء جيل قادر على كسر كل التحديات لضمان مواكبة العالم بأسرع وقت ممكن..
كانت زيارة رائعة؛ فالعالم يبدو أقرب، ولا مكان سوى لرفع اسم «السعودية العظمى».