فهد بن جليد
تتسع مسؤولية تصحيح صورة الإسلام لتشمل الجميع بمُختلف أدوارهم وقدراتهم وإمكاناتهم، وعلى رأس ذلك أخلاقنا وتعاملاتنا التي يجب أن تعكس سماحة ومبادئ الإسلام، ففي النهاية جميعنا مُقصرون في القيام بالواجب المطلوب والكامل، فمهما عملنا ما زال الطريق طويلاً، وستظل التركة التي خلفها المسيئون عن الإسلام ثقيلة ومغلوطة، وتحتاج لعمل وجهد مُضاعف وتكاتف عبر تعاملنا وأخلاقنا كمُسلمين بالصدق والأمانة وحسن الخلق والطيبة خصوصًا في فترات الابتعاث وخلال مواسم الصيف والسياحة والسفر التي نعيشها هذه الأيام.
إذا ما علمنا أنَّ نتائج البحث عن كلمة «إسلام» أو «مُسلمين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو «مُحركات البحث العالمية» غير مُرضية وترتبط بأمور غير إيجابية ولا تعكس الحقيقة، بمُعظم وأشهر اللغات العالمية، فإنَّ ذلك يتطلب وجود جهة موثوقة وقادرة تتصدى لتصحيح هذا المفهوم «المُنحرف والخاطئ» عبر منصات التواصل، ببث نشرات ومعلومات جاذبة وبلغة عصرية تبين «سماحة الإسلام، وأخلاقه وفضائله، التي تتوافق مع أسمى معاني الإنسانية ومبادئ الرحمة والأخلاق والتعاضد والتكاتف»، نحن بحاجة إلى مواقع عالمية فاعلة، ومنصات ذات محتوى صحيح غير مُشَوَّه تجيب عن الأسئلة وتقود الباحثين الذين قُدِّر عددهم بأكثر من»75 مليونًا» في دراسة عام 2016 فقط، معظمهم عبر «تويتر» للمعاني الحقيقة لدين الله وفضائله، ومع الأسف لا يجد مُعظم هؤلاء إجابات صحيحة عن الإسلام بلغاتهم ولا حتى باللغة الإنجليزية، فإمَّا ان تتصدر صور وأخبار العنف والقتل المشهد لتعكس صور غير صحيحة عن الإسلام والمُسلمين لتربطه بما يُعرف بـ»الإسلاموفوبيا»، أو أن تتلقفهم جهات تابعة لدول مشبوهة تعمل وفق أجندات خاصة وخادعة.
انقسام المُسلمين إلكترونيًا وتشتتهم أضعف صورتهم أمام العالم، مع غياب أي مشروع «إلكتروني عالمي» يوَّحد الصف تقوم به أو تُشرف عليه جهة موثوقة ومُتفق عليها من الجميع، لذا أجد أنَّ القبول الكبير الذي يلقاه ويجده معالي الشيخ د. محمد العيسى من الأوساط الإسلامية بمُختلف مرجعياتها، ودوره ورابطة العالم الإسلامي في تعزيز الحوار والتعايش بين مُعتنقي مُختلف الأديان في العالم ومواجهة الكراهية والتطرف، يجعلنا نشيد بهذا الدور الكبير والمؤثر للرابطة وأمينها العام، الذي أحدث نقلة نوعية في علاقة الرابطة بالثقافات والأديان الأخرى من أجل التفاهم والتقارب الإنساني وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ومقالبة الفكر بالفكر، والأسئلة بالإجابة، والشغف بما يليق به من جهد وقبول، لنتطلع لدور تقني وإلكتروني أكبر من رابطة العالم الإسلامي التي تستحق وأمينها كل دعم ومُساندة ونشر وتفاعل، لتكون «منصاتها» وما تملكه من مواقع وهيئات ومكاتب وفروع في العالم هي الأساس والواجهة المؤتمنة والأمينة والمتوافق عليها من جميع المُسلمين، لتشرف على كل الجهود الإلكترونية الموجودة اليوم وتوحدها تحت مظلة واحدة، لعكس صورة الإسلام الحقيقية، بعيدًا عن المكاسب الفئوية أو الطائفية أو القُطرية الضيقة.
وعلى دروب الخير نلتقي.