صيغة الشمري
علينا أولاً قبل أيّ تعاطٍ حول موضوع شتم بعض الفلسطينيين للسعودية بأن لا نشمل جميع الفلسطينيين، لكن هذا البعض حقده يتجاوز حدود المنطق والموضوعية، الغريب والذي لا يصدقه عقل أنه عند نقاش الموضوع بموضوعية وعقل عبر الوقائع والأحداث نجد أن بعض إخوتنا في فلسطين هم الذين خذلونا في مواقف سياسية وإنسانية مثبتة ولا تقبل الجدال، مع أني دائماً أقف في صف الوحدة العربية واللحمة الإسلامية، إلا أن بعض إخوتنا في فلسطين يجبروننا من خلال إجحافهم بحقنا وظلمنا على الرد على هذا النكران والجحود الغريب جداً، مهما كنت معطاء وكريماً تجد نفسك أحياناً مجبراً على تذكير بعض الجاحدين بمواقفك الإنسانية معه، حتى وإن اعتبر ذلك من باب المن.
عبر تاريخ العرب السياسي لا يوجد موقف سياسي أعظم من موقف الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - عندما انحاز للفلسطينيين من خلال قراره بقطع النفط عن أمريكا بسبب موقفها من قضية فلسطين ودعم اليهود، كما أنه بالمجمل تحتل السعودية المقدمة الأولى في الدول المانحة للفلسطينيين.. كما أن أغلب قرارات الأمم المتحدة في دعم القضية الفلسطينية كانت تقف خلفها السعودية، وفي المقابل لم يخذلنا نحن الشعب السعودي أكثر من خذلان الأشقاء الفلسطينيين لنا عندما وقفوا ضدنا في حرب الخليج الأولى، وكانت لنا صدمة شعبية قبل أن تكون صدمة سياسية، صدمة كبرى وأنت تشاهد متظاهرين يهتفون ضدنا ويتمنون زوال نعمتنا ويهينون صور قادتنا ورموزنا بشكل ينبئ عن حقد دفين وعداء عميق لا يرجى برؤه، وفي نفس الوقت تصرفنا على الصعيد السياسي والشعبي بكل حكمة ومحبة ولم نقابل الحقد بمثله، ولم ننفض يدنا من دعم القضية الفلسطينية ولا من دعم الشعب الفلسطيني سواء اقتصادياً أو سياسياً.
خطاب الجحود والكراهية الفلسطيني أمره غريب ومخجل ولا يمت للضمير بأيّ صلة، فلسطين والمسجد الأقصى بحاجة لفلسطينيين عقلاء وليس لحاقدين ينفرون الأصدقاء والأهل من التضامن معهم ومؤازرتهم، الوقائع والأحداث والتاريخ تثبت كل يوم أن قضية فلسطين لم يسئ إليها أكثر من الفلسطينيين أنفسهم! نحن لا نمن ولكن عندما يتجاوز الجاحدون حدودهم نعيدهم إليها.