رمضان جريدي العنزي
الأخلاق منظومة متكاملة لا تتجزأ، تأخذ الإنسان نحو مرافئ السعادة والاستقامة والاستقرار النفسي والروحي، تشمل الكثير من الجوانب، فالاهتمام بالناس، وإنعاش البائس واليتيم والمسكين والأرملة، وصنع المعروف، والتوثب لخدمة الناس ونفعهم، وتحمل المشاق والمكابدات من أجل قضاء حوائجهم قدر الاستطاعة، وإدخال السرور إلى قلوبهم، والابتعاد عن كل المضرات التي تقع على النفس والمجتمع، وتجنب المستنقعات الآسنة، كالغش والكذب والغيبة والنميمة والهمز واللمز والتآمر والجحود والنكران، التي هي سلاح اللا واقعيين الذين يأخذون الناس نحو منعطفات الشر والعتامة، كونها آفات تسلب من الناس البياض، أن شيوع الأخلاق بين الناس قولاً وتعاملاً وأسلوبًا، يعني بأن المجتمع يسلك مسالك الخير والاستقامة، كون الأخلاق منهاج حياة، وطريق يقود إلى السعادة في الدنيا وفي الآخرة، أن الأخلاق مقياس عظيم للسمو والرفعة، والمكانة المتميزة عند الناس، ومن هنا نجد أن من يملك الأخلاق العالية، يقتحم القلوب بلا استئذان، ويستقر في حنايا الصدر، وغرف القلب الأربعة، بينما الذين لا أخلاق عندهم ولا مبادئ ولا صدق ولا ثبات، ويتميزون بالمراوغة وعدم الثبات، يعيشون في المستنقعات الذم الآسنة، ويتلقون ما يستحقون من التقريع والاستهجان لمواقفهم وسلوكهم، إن أصحاب الأخلاق العالية يعملون بشغف بالتنفيس عن كربات الناس، ولهم مع المحتاجين مواقف تسجل في مداد من ذهب، لا يبتغون الضوء والصورة، بقدر ما يحتاجون رضا الله وعفوه وغفرانه، إن مزايا أصحاب الأخلاق العالية فريدة، ومسالكهم نادرة، ويتميزون بالإنسانية الفخمة، لا تمنعهم مكانتهم المرموقة، وعلو شأنهم، من مباشرة الأعمال الخيرة، والتواصلات الاجتماعية الحميدة، وهم يعطون الناس دروسًا حسنة وبليغة في التضحية والمبادرة والإيثار، نابضون بالوضاءة والجمال، ويحملون مبادئ عظيمة، وقيمًا عليا، ويبذلون كثيرًا في مضمار التضحية، إن الأخلاق العالية تطوق الأعناق، وهي سيدة القول والموقف والتعامل، وزينة الإنسان.