«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة نادي الهلال إيقاف المفاوضات مع لاعب الفريق السابق الإماراتي عمر عبدالرحمن لأسباب موضوعية، وفي الوقت الذي لم يتبقَّ فيه على مباراة دور الـ16 آسيويًّا سوى أيام معدودة، تحاول «بعض» الحسابات الهلالية التي يتابعها عدد من المتابعين التأثير على الهلال دون أن تشعر، وتصر منذ أسابيع على «وجوب» التعاقد مع عموري. ومن خلال هذا الضغط الكبير حاول وكيل أعمال اللاعب استغلال الموقف لفرض ما يمكن فرضه على إدارة النادي، خاصة أن اللاعب سبق أن أُصيب بالرباط الصليبي «ثلاث مرات»، ويحاول وكيله أن يستحوذ على أكبر قدر مالي حتى يؤمّن مستقبل اللاعب المهدد بالابتعاد عن الملاعب في أي وقت، خاصة أن البنية الجسمانية للاعب لا تساعده كثيرًا على المحافظة، وربما مع أي احتكاك أو ملامسة تعود له الإصابة، ونحن نعرف أن إصابته الأخيرة كانت بسيطة، ولكن الرباط عاوده! وهذه مخاطرة لم تستوعبها الجماهير الهلالية التي في غالبها تتحكم فيها العاطفة الجياشة نحو عموري الذي يحب الهلال. وبدون شك عموري كان أفضل لاعب آسيوي إلى وقت قريب، ولكن هذه الأفضلية لا يمكن أن تستمر على طوال الوقت!
بعض «هوامير الهلال في تويتر» يصرون على وجوب التعاقد مع عموري مبتعدين كل البعد عن المنطق والواقعية. والحقيقة لا أعلم ما هي أهدافهم..! أو على الأقل لا نعلم ما هي أهداف بعضهم..!؟ ولو طالبوا بالتعاقد مع «صانع لعب» لوقف الجميع معهم، ولكن إصرارهم العجيب الغريب على التعاقد مع عموري يجعلنا أمام حالة لا نعلم أسبابها، ولكن الأقرب ربما سيّرتهم «العاطفة» نحو لاعب عشق الهلال منذ الصغر، ولكن هل هذا العشق سيصل بالهلال لمراحل متقدمة من البطولات وتحقيقها مع لاعب مصاب بالرباط الصليبي ثلاث مرات..؟!
الهلال بحاجة للهدوء قبيل مباراته مع شقيقه الأهلي في دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، ولكن الضجة التي حوله من قِبل بعض الجماهير لا يمكن أن تساعده أو تجهزه أو تُشعر لاعبيه بأهمية المباراة، وقيمة اللاعبين أنفسهم؛ فبعضهم أوحت لمن يتابعها بأن الهلال لن تقوم له قائمة إلا بوجود عموري!!! وهذا فيه تقزيم للكيان الهلالي، لا يمكن القبول به؛ فالهلال الذي مرّ عليه أساطير كرة القدم الآسيوية، مثل النعيمة والثنيان وسامي وغيرهم، لم يتوقف يومًا على لاعب معين، ولم يتوقف على أساطيره، فكيف يتوقف اليوم على عموري الذي نعترف ونقر بنجوميته، ولكنه حاليًا في وضع خطير، فضلاً عن استغلال وكيله الضغوط الجماهيرية الهلالية!
أخيرًا.. نصيحة للهلاليين: التفوا حول فريقكم، وادعموه بكل قوه قبل بدء الموسم، وقبل المباراة الآسيوية؛ فالهلال بحاجة للتحفيز أكثر من الضوضاء المفتعلة بسبب لاعب نحترمه ونقدر نجوميته، ولكنه لا يمكن أن يقود الهلال لمنصات التتويج وحيدًا..!