مها محمد الشريف
على مستوى أوسع طورت إيران أنشطتها الإرهابية ليصبح نظامها السياسي أكثر تدميرًا ومكرًا وخبثاً، ليحمل للعالم مزيدًا من الانتهاكات في المضائق المائية وتعطيل حركة الملاحة، استجابة لنوازعها الشريرة ولجمهور أبراج المراقبة وجواسيس الفضاء، لتبقى الأجواء مضطربة وفي حالة دائمة من الارتباك والفوضى بحكم قناعتها بأنها لن تنجو من خطر المراقبة بالأقمار الاصطناعية وتحديد مواطن الضعف والقوة في برامجها التعسفية التي تتصاعد وتيرة معارضتها.
مشكلة الدول العظمى بوجه عام أنهم جعلوا لطهران ميزانًا وقيمة أكبر من حجمها الطبيعي وقدراتها، ومن هنا عقدت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى اجتماعاً في ولاية فلوريدا الأميركية لبحث سبل حماية الملاحة في الخليج من إيران، ودعت واشنطن حلفاءها للانضمام إليها في عملية لحماية الملاحة هناك. لكن الدول الأوروبية، التي تختلف مع واشنطن في قرارها فرض عقوبات على إيران مترددة في الانضمام لمهمة بقيادة أميركية خشية زيادة التوتر في المنطقة.
يُقصد بذلك حراسة التقاطعات التجارية الاستراتيجية ومصالح العالم من السيطرة الإيرانية وتُعالج التجاوزات والأخطاء الفادحة بصرامة متناهية، عوضاً عن حلول تبتعد عن مصادر التحكم فيها في الوقت المناسب، فثمة جانب مظلم في الأمر يؤكد أن العلاقة الغريبة في اتخاذ القرار المواتي لمصالحها بالدرجة الأولى قد يكون أقرب إلى الاستغلال، وفي هذا الشأن قال متحدث باسم الحكومة البريطانية «تم تكليف البحرية الملكية بمرافقة السفن التي ترفع علم بريطانيا عبر مضيق هرمز، سواء كانت فرادى أو في مجموعات، بشرط الحصول على إخطار قبل عبورها بوقت كافٍ، وسنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها».
ومما يثير الاستغراب، أن الإنجليز ظلوا حقبة طويلة من تاريخهم يسيطرون على مدخل البحر المتوسط من المحيط الأطلسي وجانبي مضيق دوفر فقد أنشأوا موانئ أقصر الطرق البحرية بين بريطانيا والقارة الأوروبية، وكان من أفضل الموانىء الخمسة وعدد منها ومن المراسي التي تضم قاعدة بلايموث البحرية العظيمة المواجهة للمحيط الأطلسي والقاعدة البحرية في شمال البلاد في شيرنس ويارموث، على الرغم أن دولاً أخرى تطل على القناة الإنجليزية، وكانت إنجلترا في مصاف الدول البحرية الكبرى في عصر الإبحار، خصصت جزءًا كبيرًا من ثروتها لتطوير القوات البحرية لتظل منافسًا قويًا لا يُقهر.
وإبان ذلك، تمكنوا من معرفة التفاصيل الدقيقة للبحار والمحيطات والملاحة، ويصعب عليهم اليوم إيقاف قرصنة إيران واحتجاز سفنهم لديها، أين تقنياتهم وخبراتهم ومخيلتهم التي سجلها التاريخ عبر الأزمنة؟ فكيف تغيرت الوجهات وتستعين باستخدام خرائط شوارع المدينة وهم أهل هذه المدينة؟ ربما الرياح معاكسة وصعب استغلالها في الشرق!!