ودَّع الأستاذ مساعد بن خالد السليم -رحمه الله- الدنيا بكل تفاصيلها وصمتها وهدوئها كما كانت تفاصيل معيشته وحياته، لقد كان هادئًا لا يتحدث إلا بشكل متزن ولا يحب الضوضاء والجدل، فهو يمنح القرار بكل قوته واستقراره مهما أوتي من الهدوء والسكينة، لقد عرفه أصدقاؤه ومعارفه بهدوئه التام وسكينته الموقرة, حتى أنه مع ذلك الهدوء والسكينة يحمل أخلاقًا عالية، وصفاتًا فاضله، وقدَّم للناس نموذجًا رائعًا من ذلكم الشخص النبيل والشهم الكبير في سلوكياته وشخصيته الفذة حتي أصبح محترمًا من الجميع يجد تقديره من كل أفراد مجتمعه.
بقي أن أقول عن نفسه الطاهرة والنقية التي يحمل معها نقاء كبيرًا لأفراد المجتمع كافة صغيرًا وكبيرًا.
عمل الفقيد مساعد السليم -رحمه الله- في أوائل الثمانينات الهجرية بين وزارة الداخلية والإعلام في الرياض، ولما مرض والده خالد السليم -رحمه الله- كانت محطة تلفزيون القصيم قد افتحت فتقدم بطلب النقل إليها لظروف والده الصحية، وكان ذلك في عام 1391هـ، فوافقت عليه وزارة الإعلام وأمضى في محطة القصيم مديرًا لها حتى عام 1405هـ خمسة عشر عامًا، بعد ذلك تقدم بالنقل إلى وزارة الداخلية للعمل في إمارة عنيزة (المحافظة)، وعمل وكيلاً لأمير عنيزة محمد الحمد السليم وأمضى 16 عامًا حتى عام 1421هـ، وكان إخلاصه في العمل شاهدًا له على العطاء الرابح في كل شئون الحياة، وكان إخلاصه في العمل يسجل في سجلاته المعطاءة التي تضيء له وللمجتمع المزيد من النقاء والخير العميم.
أما أبناؤه فقد ساروا على الدرب الذي وضعه لهم، فقد كان المهندس خالد بن مساعد السليم الذي يعمل في التعليم الفني والتدريب المهني في القصيم وتحديدًا في مدينة بريدة وشقيقه عبدالله بن مساعد السليم والذي يعمل في الرياض وشقيقاتهما، أولئك الذين تربوا على أفضل الآداب والأخلاق التي تركها لهم وورثوها عن والدهم الفقيد -رحمه الله- وتعلموا منه الكثير من الأمور التي بقيت لهم صورة حسنة رائعة.
رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- سليمان علي النهابي