يقولون النقد الأدبي فأقف.
لست أعرف ماذا يمكن أن أضيف لهذا المشهد، ولست واثقا أن غيري سيضيف شيئا.
كلام معاد معار مكرور كما قال الأول :
ما أرانا نقول إلا معارا
ومعادا من قولنا مكرورا
وفي كل مرة يزعمون اكتشاف منهج جديد، فإذا وضعناه تحت الفحص وجدناه لدى الجرجاني أو لدى الجاحظ أو ابن طباطبا أو غيرهم.
غير أن الأخير عزله فأفرده ثم تغنى به.
والمصيبة أن المجتمع الأدبي يوافقه ويساهم في التغني بمنجزه.
أقول والله أعلم هو ليس أكثر من وهم.. إنه منجز الوهم.
عودوا للمنجز القديم تجدوا حديثا عن سلطة الشعر وعن شخصية الشاعر وعن مفهوم لغة الشعر وعن بناء اللغة وعن بناء الشعر بل وحتى عن أثر التجربة الشخصية في الأداء.
هذا قليل مما جاء به النقاد القدامى فأي شيء جاءت به المناهج الحديثة سوى أنها أخذت جزءا من كل ووضعته كلاً فصار منهجا.
لست ضد التطوير ولا ضد التجديد، لكني لم أر إلا إعادة صياغة مع زعم كبير بأنها مناهج جديدة.
أود أن أعرف كيف أعد ما قاله الجاحظ جديدا بعد أخذه وإعادة الصياغة؟؟؟
كلام قيل قبل أكثر من ألف سنة ويزعمون أنه منهج جديد.
رحم الله نقادنا القدامى فقد كانوا أكثر صدقا عندما يشير جلهم لكل من سبقه بقول كذا وعد كذا وتفرد كذا.
اليوم نحضر الملتقيات والندوات فنجد الكلام ذاته لكن أحيانا تتغير الأسماء فقط : أسماء المصطلحات وأسماء الملقين.
وأخيرا ليس عيبا أن نقول كذا وكذا كما قال الجاحظ أو غيره.
** **
- عبدالمحسن الحقيل