سعد بن عبدالقادر القويعي
بعيدا عن ثنائيات الاستقطاب، وجدليات النقد، والمفاضلة، ودون الحكم على الثقافات الأخرى، أو ازدرائها، تأتي القمة التاريخية في مقر الكنيسة الأرثوذكسية في العاصمة الروسية موسكو، والتي عقدها الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي - الشيخ الدكتور - محمد بن عبدالكريم العيسى، - والبطريرك - كيريل الأول بطريرك موسكو، وسائر روسيا، كأهم لقاء - مسيحي إسلامي - في المشرق؛ من أجل التأكيد على تعزيز جسور التواصل بين الأديان، والحضارات العالمية، وفي جهودهما البناءة؛ لترسيخ التعايش السلمي، والتفاهم، ومناهضة ثقافة العنف، والتأكيد على قيم الأمن، والسلام في العالم.
إن تجنب إشاعة الحروب العسكرية، والنفسية، والثقافية، وتجنب الأفكار العنصرية المتضمنة أحكاماً مبنية على خلفيات تاريخية، أو اجتماعية، والتي لا تستند إلى منطق، أو تسويغ موضوعي، يستدعي العقل أن يكون هو الحكم في التسامح، وتطابق الأهداف؛ باعتبار أن الموروث من السياق التاريخي - بدمائه وصراعاته الطويلة -، لا يزال يعطينا العبر بضرورة نبذ العنف، والاعتذار المتبادل، والمعاملة بالمثل، - بالإضافة - إلى احترام الاختلافات بين الأديان، والقبول غير المشروط للمواثيق الدولية، والعمل على تمكين الأغلبية الصامتة المعتدلة من التحرك إيجاباً باتجاه أتباع الأديان، والثقافات الأخرى؛ لتعميق المشتركات الإنسانية، وتعزيز التفاهم، والتعاون.بقي القول: أمام التعصب الديني الذي يحكم بعض العقليات، وأمام عمليات الإرهاب، وموجات التطرف، والعنف، والقتل، والتي تشهدها العديد من الدول في العالم، فإن العمل يتطلب أكثر على نشر ثقافة التسامح، والتعايش، واحترام حرية المعتقد، واحترام الأقليات العرقية منها، والدينية، وتكريس قيم المواطنة، بعيدا عن إقصاء الآخر، ومحاولة طمس وجوده، والذي أصبح ضد هذا العنف العبثي الذي لا مبرر له.