سمر المقرن
أعلنت إحدى شركات التوصيل عبر التطبيق الإلكتروني عن إتاحة خدمة مشاركة المشاوير، بمعنى أن يطلب الشخص مشواراً مشتركاً، بحيث يستطيع شخصان آخران الركوب معه، فيشترك ثلاثة أشخاص في نفس السيارة. تماماً مثل خدمة تكاسي «السيرفيس» القديمة في مصر ولبنان وعدد من الدول العربية.. وهذه الخدمة تكون فيها الأجرة منخفضة عن لو تم أخذ السيارة لشخص بمفرده.
في اعتقادي أنه من الضروري قبل إطلاق هذه الخدمة أن تكون هناك دراسة مشتركة المحاور، من الناحية الأمنية والاجتماعية وغيرها؛ فما هو مقبول في دول أخرى ليس بالضرورة أن يكون مقبولاً لدينا.. فهل هناك موافقة أمنية على هذه الخدمة؟.. وهل هناك ضمانات عندما يصعد الشخص في سيارة مشتركة ألا يصعد معه شخص آخر يؤذيه، خصوصاً وأن المشاوير المشتركة قد يكون فيها رجال ونساء لا يُمكن التنبؤ بالأضرار التي قد يُحدثها مثل هذا المشوار المشترك؟!.
في الحقيقة لم أتقبل مطلقاً هذه الخدمة، ولا أعتقد أنها مناسبة أبداً في مجتمعنا من جميع النواحي، قد يضطر لها بعض الأشخاص بحثاً عن التوفير المادي للمشوار والحصول على سعر أرخص، لكنني أتوقع ألا تخلو من المشاكل التي نحن في غنى عنها؛ وها نحن نرى -بعض- المشاكل التي تحدث في مشوار فردي فما بالك حينما يكون المشوار مشتركاً، أتوقع أن تتزايد مع المشاكل مقاطع الفيديو والهاشتاقات والفضائح التي نحن في غنى عنها!.
لا أتصور أننا مجبرين في الوقت الحالي إلى فكرة المشوار المشترك، والركوب مع أشخاص مجهولين لا نعرف من هم ولا من أين أتوا ولا ماذا يحملون معهم؟.. كما أننا لسنا مسؤولين عن البحث في خلفيات الآخرين، لكننا أمام مسؤولية أهم هي الحماية والوقاية من المشاكل المترتبة على هذه الخدمة غير المناسبة، والتي أرى أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها!..
فكرة تكاسي التطبيقات رائعة جداً، وأنا واحدة من الأشخاص الذين يستخدمونها دائماً في حال الحاجة، كما أن وسائل الحماية فيها جيدة من حيث معرفة الشخص الذي يقود السيارة وبقية تفاصيله، بينما في حال المشوار المشترك لن يُتاح للراكب معرفة تفاصيل من الذي سيركب معه؟ ولا أتمنى أن يكون هناك اضطرار للبحث بعد وقوع المشكلة!.