هالة الناصر
هناك شبه اتفاق من الجميع بفشل أرباب الإعلام التقليدي على الانتقال بسلاسة لمنصات الإعلام الجديد لأسباب وعوامل عدة ما زال يجهلها الكثير منهم ويكابر مثلما يكابر صاحب مكانة بالتخلي عن مكانته وفقدان أهميته. عندنا انطلق السيل الهادر لصحافة المواطن أو صحافة الإعلام الجديد انقلبت جميع الموازين والأسس الإعلامية التي كان يدار فيها الإعلام في العالم كله وليس في السعودية، ووجدت وسائل الإعلام الكبرى التي كانت تقود المشهد العالمي بأنها أمام حرب طاحنة لم تستعد لها ولم تعد العدة الكافية للتصدي لها، كيف تنتصر بحرب خصمك فيها جميع سكان البشرية؟!
هذه الحرب المفاجئة من صحافة المواطن لم تمنح الإعلام التقليدي أي فرصة ليلتقط انفاسه، ضربته في الصميم حتى أفقدته التركيز وهو يواجهها الآن من دون أي تركيز أو أسلحة، ليست هنا الكارثة فقط وليست هنا أكبر المشكلات بل تكمن أم الكوارث بأن الإعلام التقليدي ونجومه وأصحاب العلم فيه الذين يملكون الشفرات السرية للنجاح الإعلامي لم يتقنوا بشكل مقنع استخدام وإدارة منصات الإعلام الجديد. حجزت منصات إعلامية عظمى حسابات لها في مواقع التواصل الاجتماعي ولكنها فشلت في إدارتها وتحقيق نجاح يوازي نجاحًا في الإعلام التقليدي بل وأضعفت قيمتها السابقة التي كانت تراهن عليها وتملك نجاحات إعلامية لا يستهان بها. خسر الإعلام التقليدي العالمي معركته الطاحنة أم الإعلام الجديد بمساعدة منه لخصومه، لم ينجح في عزل نفسه وقطع أي صلة بينه وبين هذا الإعلام الجديد الهلامي غير الموثوق وغير الدقيق والذي يعتريه الزيف والأهواء وربما سيتلاشى من نفسه. مسارعة منصات الإعلام العالمي بوضع حسابات لها عبر اليوتيوب والفيس بوك وتويتر وغيرهما قدمت دعاية مجانية للإعلام الجديد ومنحته سلاحًا فتاكًا استخدم ضدها -للأسف- وسارع في حسم المنافسة لصالح الإعلام الجديد. الأدهى والأمر بأن الكثير من عرابين الإعلام التقليدي فشلوا فشلاً ذريعًا في تقديم أنفسهم بشكل لائق وتسببوا في سقوط أسهمهم بجهل منهم لقواعد اللعبة التي تغيرت كثيرًا!