سهوب بغدادي
فيما يتميز عصر العولمة بسرعة انتقال المعلومات والأخبار بين المجتمعات فضلاً عن انتقال السلع التجارية والمنتجات الإعلامية والثقافية، ليصبح العالم قرية صغيرة حيث يتعرض الشخص في يومه إلى كم هائل من المعلومات على شكل مقاطع فيديو أو صور أو صوت أو نص وما إلى ذلك ليصبح تجنب البرمجة الجماعية أمرًا لا مفر منه أو بالأصح التماشي مع الترند المحلي أو العالمي على حد سواء وفي هذا النسق، لا نستطيع مقاومة هذا التيار العالمي فالتغيير والتطور أساس الحياة ولكن يجدر بالشخص تفعيل خاصية الوعي الإلكتروني بحيث يعي ويحلل وينتقي المواد المرئية والمسموعة لكي يحقق الاستفادة من هذا الانفتاح الإلكتروني كما يلزم الشخص التأكد من مدى صحة المعلومة قبيل تداولها. إن التداول العشوائي للمحتوى الإلكتروني سواء كان ذلك عن طريق الرسائل أم المقاطع يعد من أسوأ الممارسات الإلكترونية لما في هذا الفعل توجيه للرأي العام وفي أحيان كثيرة إعطاء أمر بسيط أكبر من حجمه وقد يكون المحتوى مسخر لإثارة اللغط وغيرها من الأسباب التي تستدعي التمعن والتفكر في مصدر المادة المتداولة وأسباب وصولها إلى الهاشتاق والترند على سبيل المثال الفيديو المتداول هذا الأسبوع لشخص -سعودي- تم طرده من المسجد الأقصى بغض النظر عن اللغط المثار حول الفيديو أرى أن تداول مثل هذا النوع من المحتوى أمر غير سليم على جميع الأصعدة مما فيه إثارة للفتنة والتحريض والاستغلال لعقول الناس، فعقب هذا الفيديو قام صاحب قناة يوتيوب من -جنسية عربية- لا يتجاوز عدد متابعيه الألف باستغلال الضجة الإعلامية للفيديو لكسب أعداد كبيرة من المتابعين بالقول إنه هو من كان في الفيديو وقد قام بلبس الزِّي السعودي لعمل تجربة اجتماعية أو مقلب بحسب قوله. في كل مرة ينتشر خبر على أي وسيلة سيتم استغلالك بطريقة ما فالوعي والتيقظ وعدم الانجراف مع التيار من أهم الوسائل النافعة في العالم الافتراضي.