يوجد في كافة أنحاء بلادنا المترامية الأطراف أعداد كثيرة من الآثار التَّاريخيَّة العريقة التي تُثير الإعجاب والدهشة وتجذب إليها اهتمام المهتمين بالتراث وتستولي على شغاف قلوبهم في كل مكان وزمان وتدفعهم إلى التأمل والتفكر في المعالم التَّاريخيَّة التي تجسد الماضي بكل تفاصيله الفنية والثقافية والهندسية والاجتماعيَّة وتمد المعالم الحديثة على مر الأيام بضياء من نور حضاري لا ينضب بل ترتبط معها على الدوام بحبل سري لا ينفصل بعكس حضارة المرء المعاصر ومدى إدراكه وفهمه لقيمة ماضيه الذي يراه رأي العين المجردة صباح ومساء فالمرء عندما يشاهد هذه المعالم التَّاريخيَّة شامخة المعالم لم تفقد صيغتها التَّاريخيَّة بل محافظة على رونقها القديم من عوادي الزمان فإنه يشعر بالفخر والاعتزاز والرضاء والسرور كلما يدخل مدينة من مدن بلادنا وكل قرية من قرى بلادنا المترامية الأطراف التي لها جذور عريقة التي تعكس بصورة صادقة تاريخ الوطن الجميل وتعطي الصورة المشرقة لأجيالنا المتلاحقة عن عصر الآباء والأجداد ويلمسون من خلال هذه المعالم ما أضافوه وما قدموه وما شيدوه في عصرهم وما كانت حياتهم وعلاقاتهم في تاريخ الإنسانيَّة كل أمة من الأمم في كافة أقطار المعمورة تحتفل بتاريخها وتفتخر بمخزونها التراثي على مختلف أشكاله وألوانه إلا نحن في هذا الزمن سواء قديماً أو حديثاً لا نعير اهتماماً بالغاً لهذه المعالم التَّاريخيَّة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات بل نعتدي على معالم التاريخ والآثار بكل جهل وغباء فنهدم هذا ونعبث بهذا ونمحو هذا ونهمل هذا ونستبدل هذا ولكنني أشعر بالحزن والأسى كلما رأيت [الظهيرة القديمة] [بِعرقة] تتهاوى منازلها وبرجها القديم الذي يعلو هذه المباني بدأت معالمه تتساقط رويداً رويداً وبدأت بعض المباني الحديثة تخترق المباني القديمة مما تشوه رسم هذه المعالم التَّاريخيَّة - وهذه حال الأفراد على الرغم من رقي الفكر الإنساني وتطور العلوم وزيادة الوعي عندهم إلا أنهم لا يحرصون على تلك المعالم - وليس هناك أمر يستدعي إلى هدم هذه المعالم فالواجب على كل إنسان منَّا المحافظة على ما بقى من تلك الآثار والعناية بها والاهتمام بصيانتها.
والله الموفق والمعين.