ماجدة السويِّح
الدقائق أو اللحظات الموثّقة على الانستقرام وسناب شات، والتي يتابعها الملايين يقف خلفها فريق عمل يُؤْمِن بالاحترافية والعمل الجماعي، لضمان نجاح المحتوى المقدَّم، وبالتالي الحصول على الإعلانات والفرص التسويقية.
الثروة المكتسبة من الإعلانات والتسويق في حسابات المشاهير المؤثِّرين هي نتاج جهد منظَّم، و«رفيق» ملازم يدعم مسيرة النجاح، حيث تعود الاحترافية والمثالية في نشر الصور ومقاطع الفيديو للمشاهير على «السوشال ميديا» إلى جندي مجهول، لا يعيره المتابعون والمعجبون غالباً انتباههم، على الرغم من أهمية ما يقوم به ليصل المحتوى البصري بأحسن حال.
ظاهرة Instagram Husband «أزوج مشاهير الانستقرام» ويقصد به الأزواج أو المساعدين، الذين يقدِّمون خدمة التصوير والمونتاج لمشاهير السوشال ميديا، قد يكون «أزواج مشاهير الانستقرام» من أي جنس، وليس بالضرورة أن يكون زوجاً فعلياً، هو بالأحرى مرافق ومساعد لإتمام عملية التصوير والمونتاج.
ظهر مصطلح Instagram Husband لأول مرة عام 2015، ومن ثم تطور خلال السنوات اللاحقة، وبدأت هذه الظاهرة بالتوسع خصوصاً في المجتمع الغربي، وبلوغ نجمات الانستقرام والسناب شات النجومية والاحترافية في عملهن، لذا كان للمؤثِّرين «أزواج ومساعدين» لالتقاط أفضل الصور، وتسجيل أجمل اللحظات.
بحسب تقرير مجلة «ذي أتلاتنك» 2019 غالباً يعتمد الناس على آخرين لتصويرهم، لكن مع ظهور ثقافة الانستقرام والشهرة على الشبكات الاجتماعية، حوّلت هذه المساعدة إلى وظيفة شبه كاملة، لمرافقة المؤثّر وتوثيق يومياته، ورحلاته وإعلاناته.
قد يتصوّر الناس أن «الأزواج» أو الرجال الذين يقفون خلف المشهورات بائسون، ومرغمون على عمل لا يحبونه، لكن في الواقع هم ينعمون بعمل يدر عليهم ذهباً، حيث تقدَّر ثرواتهم بالملايين كشركاء للمؤثِّرين.
إحدى مشاهير السوشال ميديا تدعى «داني أوستين» تزوجت من رائد أعمال تقني يدعى «جوردان راميريز» تخلَّى عن مهنته ليقوم، ويتفرَّغ بعمل أزواج مشاهير الانستقرام، حيث امتهن التصوير ومونتاج الصور والفيديوهات، والسفر مع زوجته لإدارة عملها، بعدها بفترة قدَّم الزوج برنامجاً خاصاً عن أزواج مشاهير انستقرام لسرد تجربته وتجربة الرجال، الذين يقفون خلف الكاميرات ويقدِّمون المحتوى لمتابعي المشاهير.
يصف التقرير أن الحصول على «أزواج انستقرام» خطوة ذكية لتوفير النفقات على غرباء أو عاملين لا تعلم عن حقيقية مهاراتهم الحقيقية في التصوير، بالإضافة إلى الانسجام والشعور بالأمان الذي ستشعر به المشهورة بوجود شخص تعرفه، وتثق به في حلّها وترحالها.
أيضاً من الظواهر التي أفرزتها ثقافة الانستقرام توفير المساعدين للمشاهير وأشباههم، فالخدمات ما زالت تتوالى وتتطور لاستثمار الهوس بالتصوير حتى خلال الإجازات، حيث أعلنت إحدى الشركات المتخصصة عن توفير مساعد خاص للمؤثِّر على السوشال ميديا ليرافقه في سفره، ويقوم بمهام التوثيق والمونتاج لمتابعيه، بدلاً من القيام بالمهمة وصرف وقت الإجازة في التصوير، لذا اعتمدت تلك الشركة في عملها على توفير عصا سيلفي بشرية، توثِّق وتنشر المحتوى البصري للمتابعين.
في القريب العاجل قد تتطوَّر تلك الخدمات المقدَّمة لتشمل غير المشاهير، طمعاً في الربح، وتغذية هوس البعض بالتصوير في كل وقت ومكان، من يدري؟!