على هامش اجتماعه السنوي قام المجلس الوزاري لصندوق اوبك للتنمية الدولية بتكريم مديره السابق سليمان الجاسر الحربش وذلك في مقر الصندوق في فينا.
وقد ألقى الحربش كلمة بدأها بتقديم الشكر والتقدير لحكومته ممثلة خلال الحفل بوزير المالية الأستاذ محمد الجدعان كما شكر أعضاء المجلس الوزاري وخاطبهم قائلا إن هذا الحفل ليس أول تكريم يحظى به إذ سبقه تزكية انتخابه لمنصب المدير العام بالإجماع ثلاث مرات في أبوظبي، وأصفهان وفينا ثم كرر الحربش قوله إن هذه المنظمة -أوفيد- ستظل دائماً في قلبه لأسباب عديدة يلخصها في سببين:
الأول: أنها المكان الوحيد الذي تلتقي فيه دولنا الأعضاء تحت شعار واحد: متحدون ضد الفقر، على الرغم من اختلاف الأهداف والأجندات السياسية.
الثاني: أنه كان شاهداً على مولد الأفكار والظروف التي أدت إلى إنشاء هذه المنظمة بكل ما تمثله من أهدافٍ نبيلة، وقال إنه في مطلع عام 1975 وخلال الأعمال التحضيرية في فينا لتنظيم أول قمة تعقدها أوبك في الجزائر كلفه معالي وزير البترول الشيخ أحمد زكي يماني بالسفر إلى الرياض بحمل رسالة إلى الملك فيصل -رحمه الله- سلمها للملك فهد -رحمه الله- (النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء آنذاك).
وذكر الحربش أنه حضر القمم الثلاث لأوبك في الجزائر وكراكاس مع الوفد السعودي، والقمة الثالثة في الرياض بصفته مديراً عامًا لأوفييد وشهد وحدة الإرادة السياسية للدول الأعضاء للتضامن مع بقية الدول النامية بدون التفرقة بسبب الجنس أو الدين أو الإقليم.
وأكد على الأهمية الخاصة لقمة أوبك في الرياض التي شهدت في رأيه مولد أهم هدف في أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على فقر الطاقة قبل أن تنادي به الأمم المتحدة بأربع سنوات وحث الحربش الدول الأعضاء على التمسك ومتابعة تنفيذ هذا الهدف بدلا من تركه للآخرين ونوه بما أدلي به صاحب السمو ولي العهد حول هذا الموضوع في قمة العشرين في أوساكا وإشارة سموه إلى وجود أكثر من مليار نسمة بدون طاقة كهربائية.
ثم اختتم الحربش كلمته بتقديم الشكر إلى زملائه الذين عملوا معه في تنفيذ إسترتيجية أوفيد التي من أهم ثمارها تنفيذ ما نادت به قمة الرياض من اجتثاث فقر الطاقة إلى أن تبنته الأمم المتحدة بحيث أصبح الهدف السابع من بين سبعة عشر هدفاً كما نوه الحربش بالنقلة النوعية التي شهدها أوفيد خلال 15 عامًا والتي من أهم ثمارها أن قفز أوفيد إلى رأس القائمة بين منظمات التنمية وذكّر الحربش الحاضرين بزيارة نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لأوفيد عام 2008 طلبا للمشورة حول تنفيذ مبادرة الرئيس الأسبق للبنك روبرت زيليك المعروفة بالمبادرة العربية مؤكدًا أن أوفيد أصبح بفضل مستوى الأداء لمنسوبيه يصدر المشورة بعد أن كان يستوردها، وخلال السنوات الخمس الماضية تولى أوفيد نيابة عن أقرانه من المؤسسات التنموية إدارة العديد من القطاعات التي يجري التفاوض عليها مع البنك الدولي ومنها الطاقة والمياه والبوابة العربية لإحصاءات التنمية.
وقد تسلم الحربش خلال الحفل مجسما للنصب التذكاري الذي شيده أوفيد في الحي الثاني والعشرين هدية لمدينة فينا بمناسبة عيده الأربعيني وتم تدشينه من قبل المجلس الوزاري في عام 2016، ويعرض في وجهه المقابل للأمم المتحدة أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر يتصدرها الهدف السابع الذي ولد في مدينة الرياض، أما الجانب المواجه للطريق العام فيسجل بعض النصوص السومرية إشارة إلى أن الحضارة الإنسانية بدأت مع بدء الكتابة.
وقد استغرق التخطيط لبناء النصب وتنفيذه ست سنوات صار بعدها أحد المعالم السياحية لمدينة فيينا.