د.دلال بنت مخلد الحربي
تشهد المنطقة في هذه الأيام توترًا حادًا ينعكس سلبًا على مستقبل أمنها واستقرارها، والباعث على هذا التوتر هي إيران وحكومتها التي تسعى إلى امتلاك القوى العسكرية والتغلغل في المنطقة رغبة في أن تصبح القوى العظمى فيها، وهذا من الأوهام التي تدلل على عدم الحصافة من الذين يفكرون هذا التفكير داخل إيران، ورغبة في تحقيق هذا الطموح لم تعبأ إيران بالإنسان فأشعلت المنطقة بحروب جانبية من خلال الميليشيات التي أسستها ودعمتها بالسلاح والمال وعلى رأسهم جماعة الحوثي في اليمن.
كما أنها مدت هذا النفوذ إلى مناطق في إفريقيا وآسيا كل ذلك على حساب شعبها الذي يعاني أشد العناء من الصعوبات الاقتصادية التي جعلت من إيران وشعبها في حالة من البؤس والعذاب.
إن القادة في إيران لو فكروا جيدًا لأدركوا أن ما يفعلونه هو نوع من الشغب والعبث الذي يسهم في إراقة الدماء والدمار في المناطق التي يصل إليها النفوذ الإيراني.
إن هذا المسار الإيراني الذي حولها من دولة إلى تنظيم يرعى أعمال التخريب في كل مكان يؤكد على قصر النظر وعدم الشعور بأهمية الاستقرار والبناء السلمي للشعوب في هذه المنطقة التي عانت من الحروب.
لقد فوتت إيران فرصًا كثيرة للبناء الداخلي وتوثيق عرى الصداقة مع الدول المجاورة، كما فوتت فرصًا بفعلها هذا بخروجها على القانون الدولي وعبثها بمقدرات شعبها وقد بات الجميع يشعرون بأن إيران تحولت إلى دولة مارقة لا يهمها الإنسان بقدر ما يهمها مد النفوذ وإن كان على حساب شعبها الذي يعاني الأمرين هذه الأيام.