م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. أصبح العرب اليوم في موقع الدفاع.. فهم أمام كثير من الأحداث التي وضعتهم في موقع المبرر أو المتأسف أو المنكر.. مما جعلهم مطالبين أمام العالم بتقديم مبررات حسن النوايا.. فهم متهمون حتى تثبت براءتهم.
2. يتهم الغرب «العرب» بأنهم ليسوا سعيدين في بلادهم لذلك هاجروا إلى الغرب.. ومشكلتهم أنهم يريدون أن يحولوا تلك البلاد إلى ما يشبه بلادهم التي هربوا منها!.. ويستنكرون كيف أن العرب يلومون الغرب على ما حاق بهم في بلادهم.. بينما الغرب يرى أن التدمير والإفساد الذي حصل لهم لم يحدث إلا بعد خروج الغرب من بلادهم واستقلالها.. ثم يتساءلون: انظروا إلى الجسور والمباني القائمة أو التي هدمتموها في حروبكم الأهلية.. هل هي من صنعكم أم من صنعنا.. وهل صنعتم مثلها بعدنا.. بل هل حافظتهم عليها؟
3. يقولون: انظروا إلى مناهج التعليم ونظم الإدارة وقوانين القضاء.. أليست هي نفسها التي وضعناها وتركناها لكم وظلت كما هي منذ الحرب العالمية الثانية لم تطوروها أو تعدلوها وفق تغيّرات الأحوال؟.. ثم يقرّرون أن المشكلة فينا نحن العرب والمسلمين وليست في الغرب.. الذي ابتلي بمشاكلنا.
4. ثم يتساءل الغرب: لماذا تعليمكم فاسد، وقيمكم منتهكة، ومجتمعاتكم مفككة، واقتصادكم مهلهل، وحضوركم في تنافسيات العالم في الطب والأدب والفكر والعلوم والرياضية والفنون حضور شبه معدوم؟.. حتى سُدَّت أمام أفرادها آفاق المستقبل فلجؤوا للماضي.
5. ويتعجب العالم كله كيف أن العرب رغم ضعفهم وقلة حيلتهم يَتَحَدُّون الغرب ويتصادمون معه بما يشبه محاولة الانتحار.. إلى الدرجة التي قد يفقد الغرب معها صبره وحلمه على تلك المجتمعات فيُقْدم على سحقها وتأديبها بقسوة.
6. حسب تصنيف هيئة الأمم المتحدة هناك (40) دولة إسلامية من (52) دولة مسجلة كدول فاشلة.. ومجتمعاتها تعيش تحت خط الفقر.. فالمسلمون أصبحوا في نظر العالم اليوم هم الأخطر على الأمن والسلم العالمي.