د. محمد عبدالله العوين
كنا سنصدق وربما سيصدق غيرنا كثيرون أن الآبقات الهاربات من أسرهن يعانين من (الاضطهاد الأسري) وواقعات تحت نير عبودية تمنعهن من ممارسة حياة طبيعية سوية؛ كالعمل والخروج إلى الأسواق أو التنزه أو زيارات صديقاتهن مثلا.
لكن ما كشف بطلان دعاوى الاضطهاد المزعوم بعد استقرار عدد منهن في أمريكا أو كندا أو بريطانيا أو أستراليا أو فرنسا وغيرها من البلدان سلوكهن المشين والشعارات التي رفعنها والمطالبات التي اجتهدن في الدفاع عنها؛ كالمثلية (سحاق ولواط) وشرب الخمور والحشيش والظهور بمظهر متهتك ومتكشف وجر بناتهن دون شعور بالذنب إلى هذا المستنقع الآسن، كما فعلت إحداهن.
وبتتبع ممارسة نشاطهن تبين أن خلف الأكمة ما وراءها ممن يؤسس وينظر ويخطط ويدفع ويتبنى وجود هذه الحالات الشاذة في وسائط التواصل الاجتماعي؛ وبخاصة تويتر ويسعى إلى جعلها ظاهرة يضرب بها النظام الديني والأخلاقي والاجتماعي لبلادنا، ويستغلها سياسياً؛ للإضرار بسمعة الدولة والتحريض عليها ورسم صورة قاتمة غير حقيقية عن أوضاع المرأة والقيم والأخلاق والنظم التي نحتكم إليها.
وتكشفت هذه الحالات الشاذة عن:
- إن النساء اللائي ادعين الاضطهاد المزعوم أردن من هذا الادعاء ستارا كاذبا ليمارسن في البلدان التي آوتهن سلوكا منحرفا وشاذا لا يقره المجتمع؛ كما ظهرن صوتا وصورة وكتابة وشعارات مرفوعة.
فسقطت فورا بظهورهن على النحو المشار إليه حجج التضييق والاضطهاد من قبل أسرهن أو أزواجهن أو قيم المجتمع.
- إن في الخفاء خلف المعرفات المجهولة التي تنتحل أسماء سعودية أو لا تنتحل وإنما تتخذ لها مسميات خادعة كالمطالبة بالحرية أو بالانطلاق من القيود، أو بتشجيع التمرد والثورة على الدين وقيم المجتمع ونظام الأسرة أسراراً يجهلها كثيرات، لا يعرفن حقيقة تلك المعرفات ومن وراءها إلا بعد أن تم استقبالهن واحتضانهن وتوريطهن في العمل السياسي المضاد والأخلاقي الهادم لقيم الدين والأسرة.
بمعنى أن تنظيمات عدة تعمل في الخفاء عبر الفيس بوك وتويتر وغيرهما تسعى إلى إشاعة المثلية وأنها حق طبيعي وترغب في انتهاك منظومة أخلاق الأسرة، وتسعى إلى خلخلتها بتأليف قصص مكذوبة عن المحارم - مثلا - وتضخيم انحرافات شاذة واتخاذها حكما عاما، والدعوة إلى الإلحاد من خلال إنشاء مواقع حوارية في الشبكة العنكبوتية وانتحال أسماء سعودية وترويج المقولات الفكرية التاريخية للملحدين من مفكري الفرس وغيرهم ممن سعوا قديما إلى هدم بناء الأمة العربية الإسلامية، والطعن في كل ما هو فاضل وجميل في تراثنا.
ارتمى الخطاب النسوي بغباء أو بجهل أو باشتهاء مضمر في مناصبة مجتمعه العداء مدفوعا بوعي أو بغير وعي لتحقيق رغبات ذاتية سلوكية أو للانتقام من مظلمة نادرة لا يمكن تعميمها، واستغل من وراءهن ممن يعملون في الخفاء نزق وطيش وتمرد واحتقان بعضهن ليقعن فريسة سهلة وأداة مسخرة لتحقيق غايات وأهداف بعيدة لأعداء الوطن.
وأكبر دليل استقبال وزيرة خارجية كندا لإحداهن والاحتفاء بها في وسائل الإعلام الكندية.
إنها حرب قذرة وقميئة على الوطن باسم النسوية المزعومة.