علي الخزيم
أن تتميز بخدمات مُنشأتك ومؤسستك المُقَدَّمة لجمهور المستفيدين وتصل لمصاف ودرجات التصنيف المتقدم؛ فهذا أمر محمود وتتسابق عليه المؤسسات والقطاعات الخدمية بصفة عامة ومنها ما يُسجل مستويات مُلفتة بهذا المضمار! امَّا أن تَبُزَّ الآخرين وتأتي بما لم يأتوا به أو تسبقهم إليه بمراحل ويكونون هم اللاحقون وأنت المتبوع؛ فهنا يكون التأكيد بأن المُقَيِّمِين والمتابِعين والمستهدَفِين بخدماتك سيتحدثون عنك بعبارات تتجاوز التميز إلى الإبداع بتقديم الخدمة!.. والإبداع من سمات الناجحين المُخلِصين لمهنتهم المتمكنين مما يفعلون، الواثقين من صحة توجهاتهم ونتائج أعمالهم، وهذا لا يتأتى إلاَّ لمؤسسة ومنشأة حباها الله بقائد ورئيس نبيه؛ وحوله رجال يتفهَّمون مقاصده الخيِّرة ويسيرون بركابه.
ولأني متابع لحساب مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض على (تويتر)؛ فقد لفت الانتباه مضمون هذه التغريدة: (حرصاً على خدمة مراجعينا بمختلف احتياجاتهم نظَّمنا دورة تدريبية لفريقنا الصحي -أساسيات لغة الإشارة في القطاع الصحي- وتهدف لتطوير لغة التواصل مع ذوي الإعاقة السمعية وتقديم أفضل الخدمات لهم).. فهنا تبدو روح المبادرة لدى إدارة المستشفى وكافة المساعدين والطواقم الطبية والإدارية، فمع حماسة الإدارة وجهد بقية العاملين تحققت هذه النتائج الجيدة التي لا تكون بدونها، فقد يكون هناك من تراوده مثل هذه الأفكار الجميلة النافعة، لكن لا تتوفر لديه الشجاعة والحماسة لتنفيذها، أو أن مُثبطات تعيق طريقه نحو التنفيذ كبعض رؤساء الأقسام التخصصية والإدارية ممن لهم توجهات ورؤى مغايرة ولا يعنيهم نجاح أفكار الآخرين، فإن كان طاقم العمل بكل مستوياته وفروعه يعمل كاسرة واحدة تعلَّمت وتدربَّت وتَشَرَّبت معنى أهمية المبادرات التطويرية للعمل وما تقدمه المنشأة للجمهور المستهدف تكون النتائج مبهرة كما هو ملموس ومشاهد بهذا المستشفى الراقي.
ومن التغريدات التي تؤيد ما ذهبت إليه وتؤكد أنني لست وحدي بإطراء المستشفى؛ وإني مجرد رقم بين ملايين تثني عليه، هذه التغريدة من مواطن يعلق بها على رأي آخر؛ فيقول:(حدثني اليوم مؤذن مسجد الحي أنه بالأمس رافق والدته بمراجعة المستشفى وقد هاله ما رأى من تطور بعد مراجعتهم السابقة؛ من خدمات للمرضى والمرافقين ومن حسن أخلاق يتحلى بها منسوبو المستشفى من الكادر الطبي إلى المنسقين فشكراً لهم)! فبين موعدين فقط لاحظوا فرقاً وتطوراً إيجابياً سرَّهم وطمأنهم بأنهم يتجهون لمؤسسة طبية عملاقة تستحق الإشادة والثناء، وأن منسوبيها يعملون بمهنية عالية وليس همّهم انتظار المدائح بقدر حرصهم على عمل مُشرِّف يرقى إلى ما تأمله القيادة الرشيدة منهم ويرتجيه المواطن والمقيم من مرضى العيون، وجهود المستشفى وتنوع خدماته ومبادراته شملت قطاعات طبية صحية خارج دائرة إشرافه؛ من ذلكم توقيع المستشفى اتفاقية تعاون مع هيئة التخصصات الصحية ليتولى المستشفى تدريب جميع الأطباء بدرجة (طبيب مقيم) ببرامج المملكة لطب العيون بالسنتين الأولى والثانية على الجراحات المجهرية وعمليات إزالة الساد أو الماء الأبيض بالموجات فوق الصوتية؛ من خلال مركز المحاكاة ومعامل العمليات بالمستشفى.
أجزم أن مستشفياتنا ومراكزنا الطبية -ولله الحمد- تحوز تقييمات عالية، ولا تثريب أن تطرَّق قلمي لأبرزها بهذا المجال!.