يوسف المحيميد
كتبتُ قبل عدة سنوات عن سعي أمينة مكتبة بريطانية إلى تسويق الكتب في الأماكن العامة، والحدائق، بجذب الأطفال وقراءة القصص عليهم، ثم دعوتهم إلى المكتبة لقراءة المزيد، وهي طريقة ذكية للبحث عن المستفيدين خارج المكان بدلاً من انتظارهم.
وعلى مستوى آخر، طبقت أبوظبي طريقة جميلة للخروج بمتحف اللوفر من مبناه الجميل وتقديمه للناس، مواطنين ومقيمين، في الشوارع الرئيسة، فمثلاً على الطريق السريع بين أبوظبي ودبي يجد المسافر لوحة جميلة فيها صورة قطعة تراثية ثمينة، تعود إلى عصور قديمة، وحين يوازن المسافر سيارته قرب اللوحة يختار محطة إذاعية مخصصة، ويفتح عليها، ليتلقى سيلاً من المعلومات المهمة عن هذه القطعة وعصرها ودورها في ذلك العصر وما إلى ذلك من معلومات وقصص شيقة حول قطع المتحف المختارة بعناية طوال الطريق، إلى درجة يمكن ملاحظة أن بعض السيارات تخفف سرعتها، وربما تتوقف، قرب هذه اللوحة أو تلك، كي تستمع بالنظر، وسماع التفاصيل المهمة حول القطع المتحفية.
أي ذكاء في هذا المشروع، وتقديم أهم قطع المتحف للمسافر، وكأن القائمين على لوفر أبوظبي، يقولون لمن لم يزر المتحف، لسبب الانشغال أو الوقت أو عدم الاهتمام بالمتاحف، ها نحن جئنا بالمتحف بين يديك، ووضعناه في سيارتك، فتش عنه جيدًا، وانظر واسمع، وثقف ذاتك دون الحاجة إلى عناء زيارة المتحف، أو تشجيعك على زيارة المتحف مستقبلا، للاطلاع على المزيد من الأعمال والقطع العظيمة من عصور سحيقة، فلكي نعرف الحاضر ونستشرف المستقبل، تعالوا نغوص قليلاً في حضارات الأمم والشعوب القديمة.