فهد بن جليد
تدخل هيئة الغذاء والدواء بإيقاف منح أذونات استيراد البيض «الأوكراني والتركي والأردني» مُنذ يوم الاثنين الماضي هو استجابة مشكورة لطلبات مُنتجي البيض الوطني، بعد أن ساهم هذا الاستيراد في خفض الأسعار للمُستهلك وهو الأمر الذي أزعج هؤلاء المُنتجين، والمُبرِّر دائماً الحفاظ على المنتج الوطني ودعمه، ونحن نقف دائماً وأبداً خلف مثل هذا التوجه، ولكن ماذا لو كانت الصورة مُختلفة وشهد البيض ارتفاعاً في الأسعار -كما هو الحال في تأرجح أسعاره في فترات ماضية- فمن هي الجهة التي ستتدخل بهذه السرعة وتستجيب لحاجة وحماية المُستهلك؟ الذي يقع ضحية لمثل هذه الارتفاعات المُفاجئة التي بتقاذفها عادة المنتجون والموزعون ونقاط البيع، فكل طرف يلوم الطرف الآخر، ونحن من ندفع في نهاية المطاف بصمت!
لا أستطيع لوم هيئة الغذاء والدواء على قيامها بدورها المُنتظر لصالح المُنتجين الوطنيين بكل أمانة وجدية، وأعلم أنَّها غير مسؤولة في النهاية عن حماية جيب المُستهلك، وإن كان رئيس مجلس إدارة كل من «الغذاء والدواء، وحماية المُستهلك» هو وزير الصحة الذي نثق فيه كثيراً و ما زلنا ننتظر بعد أكثر من ثلاثة أعوام من تكليفه أن ينقل الجمعية للقيام بأدوارها الحقيقية من أجل مصلحة المُستهلك الذي بات ضائعاً بين جمعية لحمايته، ووكالة تابعة لوزارة التجارة والاستثمار لحمايته أيضاً -وفي كلٍّ خير- وكما أعلم أنَّ الجمعية لا تتبع للوكالة التي أعادت الثقة للمُستهلكين في وقت سابق، عندما كانت نشطة وعملية في مراقبة الأسواق والاستجابة للشكاوى والوقف في صف المُستهلك ضد جشع وطمع بعض التجار.
غياب الرقابة يسمح لبعض التجار بالتمادي في بيئة خصبة لرفع الأسعار والمبالغة في احتساب الربح دون الرجوع لأحد، فبعض منافذ البيع تضع لها أسعاراً خاصة جهاراً نهاراً ووسط المُدن، وسأكتفي هنا بمثال واحد فقط «لبقالات» في سلسلة محطات معروفة، تُضيف ما بين»25-100هللة» على أسعار جميع مُنتجاتها، دون وجه حق أو اكتراث أو خشية من أحد، وكأنَّ هؤلاء لهم عالمهم الخاص وسوقهم الخاص وتشريعهم الخاص، قد أفهم مثل هذه الزيادة -بمضض- في سلسلة محطات الوقود خارج المدن، ولكن أن تشتري «علبة الماء» بريال ونصف وهي «بريال واحد» داخل المدينة فهذه مبالغة وإسراف واستهتار سيقودنا إلى ما هو أعظم، لذا وجب تدخّل الجهة المعنية «لحماية المُستهلك المحلي» الذي هو سبب وجود «المُنتج المحلي»، الذي يتسابق الجميع للحفاظ عليه من الخسارة، ولعل أبسط طرق معرفة «البيض الفاسد» أنَّه يطفو على سطح الماء!
وعلى دروب الخير نلتقي.