الجزيرة - الدوليات:
كشفت مصادر أمريكية أن عدداً من الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس قاموا بزيارة سرية إلى قطر خلال الأسابيع الماضية بحجة حضور فعاليات منتدى الدوحة الذي نظمته السلطات بهدف الزعم أن عزلتها الآخذة في التفاقم، لا تحول دون تنظيمها ملتقيات تحضرها شخصيات من الخارج.
ونشر موقع « كونسرفيتيف ريفيو « أن بين الأعضاء دونالد نوركروس عضو مجلس النواب عن ولاية نيوجيرسي، وزميله دان كيلدي عضو المجلس عن ميشيجن، وجيم هاينز النائب عن كونيتيكت، وأندري كارسون النائب عن ولاية إنديانا، إضافة إلى إمي برا عضو المجلس عن ولاية كاليفورنيا، وبريندن بويل عن بنسلفانيا، الذين حرصوا على إبقاء الزيارة طي الكتمان، خشية مواجهة ردود فعل غاضبة على الساحتين السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن أمر الزيارة المشبوهة افتضح إثر نشر وكالة الأنباء القطرية تغريدة أوردت أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري التقى وفداً من أعضاء الكونجرس على هامش منتدى الدوحة الثامن عشر.
ونشر الموقع صورة للتغريدة ظهر فيها الوزير القطري مجتمعاً مع النواب الأميركيين، وقالت الوكالة: إن اللقاء ناقش علاقات التعاون الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة والقضايا محل الاهتمام المشترك.
وأورد التقرير الذي أعده جوردان شاشتل أن تلك التغريدة لم تكن المؤشر الوحيد على حدوث الزيارة، التي يبدو أن النواب الديمقراطيين المشاركين فيها عملوا على إخفاء أمرها عن ناخبيهم كذلك، مشيراً إلى تغريدة أخرى نشرها الصحفي بن سميث رئيس تحرير موقع « بزفييد « الأمريكي الإلكتروني قال فيها: إن ستة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين يزورون قطر من أجل حضور منتدى الدوحة.
وأكد التقرير أن المنتدى الذي استضافته الدوحة كان يغص بعدد يثير القلق من النشطاء المتطرفين، وقيادات الدول المرتبطة بالإرهاب ، ومن بين هؤلاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ومسؤول تركي وصفه الموقع الأمريكي بأنه على صلة بتنظيم «داعش» الإرهابي من دون أن يكشف عن هويته.
وأبرز التقرير المؤشرات التي أكدت خشية النواب الأمريكيين الستة الذين زاروا الدوحة من افتضاح أمرهم، ومن بينها عدم نشرهم أي تفاصيل عن الزيارة على الحسابات الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مواقعهم الإلكترونية ، سواء ذات الطابع الشخصي أو المرتبطة بعضويتهم في الكونجرس.
واستنكر التقرير إقدام النواب الأمريكيين على زيارة قطر التي وصفها بأنها أكبر الدول الراعية للإرهاب، باعتبار أن ذلك يمثل نموذجاً على التعاملات التي لا تتورع شخصيات أميركية يفترض أنها مرموقة عن إجرائها مع النظام الحاكم في الدوحة، بالرغم من سجله الأسود في مجال دعم الإرهاب، والارتباط بأنظمة مارقة، مثل نظام الملالي المهيمن على الحكم في إيران.
وأورد التقرير أن السلطات القطرية أنفقت ما يزيد على 20 مليون دولار خلال سنة واحدة، لشن حملة لشراء الولاءات السياسية في الولايات المتحدة، وهي الحملة التي استهدف فيها نظام الدوحة أشخاصاً ومنظمات ومسؤولين ذوي نفوذ؛ للضغط من أجل تحقيق أولوياته.
وأكد التقرير أن ضخ نظام الحمدين مليارات الدولارات في صورة استثمارات موجهة إلى شركات وقطاعات صناعية في الولايات المتحدة، يمثل شكلاً آخر من أشكال ممارسة الضغط، وذلك في إشارة واضحة إلى إعلان المسؤولين القطريين قبل أيامٍ قليلة، أن شركة قطر للبترول تعتزم استثمار 20 مليار دولار على الأقل في أمريكا خلال السنوات القليلة المقبلة، عبر الاستحواذ على أصول نفط وغاز تقليدية وغير تقليدية.