د. حسن بن فهد الهويمل
فحيحٌ أفعاوي، ومزايداتٌ رخيصة، تنبعثُ من قعر الطفح الإعلامي النتن في كل موسم حج، من عهد (المؤسس)، إلى عهد (المجدد).
تنادي دولٌ معادية، أو مُتَذَيِّلةٌ، ومنظماتٌ مشبوهة، وأفرادٌ مستأجرون بتدويل (الحرمين الشريفين).
حتى إذا انتهى الموسم بما يغيظ الأعداء، ويسر الأصدقاء، خبت الأصوات، وانفض سامِرُها، وكأن شيئًا لم يكن.
(أرض المقدسات) ليست أحجارًا تنزع، ليعاد بناؤها في (قم)، أو في غيرها. كما فعل (القرامطة)، إنها جزء من أرض الوطن، والمساس بها، مساس بالسيادة، وتدنيس للأرض الطاهرة.
والحاقدون، والمزايدون، والمأجورون، جهلة لا يعرفون أن المقدسات أرض وطنية، دون المساس بها خرط القتاد.
والمفلسون من يرددون الكلام الفارغ المهترئ كل عام مرة، أو مرتين. ولو كانت لديهم قضايا مفيدة، لشغلتهم عن ملء الفراغ بفراغ مثله.
(إيران) دولة مارقة، هي التي تتولى كبر الخطيئة، والخطل، تطلب، وتلح بـ(تدويل الحرمين)، وترى أنها الأجدر بالنهوض بهذه المهمة. مُدَّعية أنها دولةٌ إسلامية، وأنها تمثل الأقوى من بين الدول الإسلامية.
وما سواها (كونبرس) لا قيمة له، يردد مفترياتها كالببغاوات.
السؤال المحرج للنمر الورقي.
- ما الذي عند إيران من الإسلام. بحيث تطالب بالنهوض بهذه المهمة الشريفة، وهذا العز المكين.
كل المحاريب، والصوامع، والبيع، والكنائس، والأديرة، والمعابد على أرضها، إلا (المساجد) التي أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه.
كل الدول الإسلامية، ترجع إلى كتاب الله، وسنة رسوله، إلا (إيران) لها مرجعياتها الخاصة بها.
كل الدول الإسلامية، تَتَرَضَّى عن صحابة رسول الله، وزوجاته، إلا (إيران) تلعنهم، وتخونهم.
كل الدول الإسلامية تحترم الأخوَّة الإسلامية، والقومية العربية، إلا (إيران). ضد العنصر العربي: سنة، وشيعة، وضد أهل السنة، والجماعة.
- فأي مُسَوِّغٍ يحملها على المطالبة بالتدويل؟
ثم لو تحققت هذه الأحلام الطائشة - لا سمح الله - فمن هو الأحق بالغنيمة. تخريف أضاع الجهود، وثبط العزائم، ووسع أفق السراب.
(التدويل) مصطلح يجتره البُلْه، والمغفلون، والحالمون دون إدراك لمفهومه، ومقتضياته، وخطورته على المشاعر، والشعائر.
بهذا المصطلح يحق لكل دولة غير إسلامية، لديها أقليات إسلامية، أن يكون من حقها المشاركة في (التدويل)، ومن ثم لا نستبعد وجود قساوسة، وحاخامات، وسيخ، وهندوس يديرون دفة الحج. والأقوى هو من يفرض رأيه، ويُشَرِّع، ويُقِر، وينفي.
(قطر) المتذيلة، لـ(إيران)، والمطالبة بالتدويل.
- هل سيكون لها نصيب في التدبير، أمام دول مغرضة كسيدتها، وأمريكا، والروس. بلاهة، وتفاهة، وجهلاً.
على أن هذا الفحيح، والمواء، والنقيق لا يحرك شعرة في مفرق أي مواطن سعودي.
لقد استُهدفت المملكةُ من دول مغرضة، ومنظمات منحرفة، وطوائف، وأحزاب، وأفراد مُغِلِّين مأجورين هلكوا جميعًا، وبقيت فلولهم في مزبلة التاريخ.
و(المملكة) في كل يوم تزداد رسوخًا، وتألقًا، وتقدمًا يغيظ الأعداء، ويسر الأصدقاء. وكل مواطن يردد بثقة، واعتزاز: {قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
عالمنا العربي، والإسلامي تجتاحه فتن محكمة الصنع، تسلبه أمنه، واستقراره، وتلهيه عن النهوض بمهماته. ثم يكون من بين فصائله، من يشغل نفسه بتوافه الأمور، وكأن هذا الصنف قد حقق ما تتطلع إليه الشعوب، من عزة، وكرامة، وحسن أداء.
(المملكة) تتحدى الفوضويين التائهين بأمنها، وإيمانها، واستقرارها، وحضورها الدولي على مختلف المستويات: الحضارية، والسياسية، والاقتصادية، والعلاقات المتوازنة، وتبادل المصالح بندية. وتُحْرِج الفاقدين لكل مكرمة أمام شعوبهم، ثم تسمع بين الحين، والآخر من يسعى لجرها إلى بؤر التوتر، والفوضى.
(الحرمان الشريفان) لم يشهدا أمنًا، وعمارة، وخدمات، وحسن إدارة للحشود عبر التاريخ مثلما يشهدانه في العهد السعودي.
لقد طُهرا للطائفين، والقائمين، والركع السجود، وجُعِلا للناس سواء العاكف فيه والباد.
أما التسييس فهو عين الرفث، والفسوق، والجدال في الحج.