أحمد المغلوث
على مدى العقود الأربعة الماضية باتت تصرفات إيران التي تعتبر نفسها دولة إسلامية ومواقفها تجاه الإسلام ودوله على النقيض؛ فجميعنا يعلم مواقف هذا النظام في مختلف المؤتمرات العربية والإسلامية التي كانت تشارك فيها عضوًا أو حتى مراقبًا؛ إذ نجدها تخالف كل ما يصدر عنها من قرارات أو توصيات، أو أنها لا تحضر بحجج واهية معروفة سلفًا. وإيران اليوم بات اسمها يتردد في مختلف وسائل الإعلام في العالم، لا لتحقيقها إنجازًا عالميًّا في مجالات العلوم، أو لنجاحها في تنمية ورفاهية شعوبها، وإنما بات اسمها يشار له بالبنان كمثيرة للقلق والاستفزاز، وحتى جذب الدول المجاورة إلى «أتون» الحرب، بل الدول الكبرى. ويبدو أن النظام الإيراني يتلذذ وهو يمارس هذه السياسة؛ فكم وكم طلبت الدول الخليجية من هذه الجارة المستفزة أن تحترم مكانة «الجيرة» كما أوصى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، ولكنها لا تحترم جيرانها، ولا حتى غير جيرانها؛ فها هي «تتحرش» بالدول الكبرى؛ فباتت تمارس أعمال القرصنة البحرية على عينك يا تاجر، وليس في ذهنها ما سوف يترتب على ذلك من مخاطر، ليس فقط عليها، ولكن حتى على الدول الخليجية. وكم من مرة طلب قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية من هذا النظام أن يكف عن ممارساته وتدخلاته في شؤون الدول، وعلى الأخص الدول الخليجية. وكل إنسان في هذا العالم الواسع بات يشاهد في الوقت نفسه جرائم النظام الإيراني لحظة بلحظة؛ فالصور لا تكذب.. فها هي صور عملية قرصنة الناقلة البريطانية «ستينا» شاهدها الجميع، وقوارب قراصنة النظام تتجول بحرية في بحر عُمان ومضيق هرمز، وتقرصن بصورة ممجوجة على الناقلات التجارية في محاولة بائسة يائسة لجر الدول الكبرى إلى مستنقع «الحرب»، بل إن محاولاتها التي باتت مباشرة في عمليات «القرصنة» بكل جرأة وخسة إنما تسعى لمحاولة إشعال فتيل الحرب. وكل المؤشرات والقراءات لما فعله ويفعله هذا النظام يشير إلى أنه يلعب بالبيضة والحجر، ويمارس لعبة «الخطر»، حتى في خطاباته الإعلامية يشعر المشاهد أو المستمع إليها بأن سقفها خلال السنوات الماضية بشكل عام، والأيام الأخيرة بشكل خاص، بات عاليًا ومحلقًا مع طموحات النظام برغبته في السيطرة والزحف على الدول المجاورة. والمتابع لما يجري في عالم الإعلام المأجور بات يستمع لما يبثه هذا النظام من شائعات مغرضة تجاه المملكة والدول الخليجية. إعلام ينطلمن قنوات سوداء حاقدة، تبث من «العتمة» محاولة تشويه إنجازات الوطن وقرارات قيادته الحكيمة الساعية دائمًا لإحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.. ومهما يكن من أمر فالعالم يعرف سياسة المملكة الصادقة والمحبة، وحقيقة ما تهدف إليه من قرارات حكيمة، تجنب المنطقة والعالم ويلات الحروب. لقد تنبهت قيادة الوطن منذ وقت مبكر لحقيقة وطبيعة «النظام الإيراني» وأهدافه الخبيثة؛ فكانت -بفضل من الله- له بالمرصاد.
حفظ الله قيادتنا ووطننا ومواطنينا.. وكل العباد؟!.