سهوب بغدادي
من فضل الله جل في علاه ورحمته بنا أن جعل لنا مواطن ومواسم عديدة للطاعات، فها نحن نقترب من شهر ذي الحجة وما يحمله من أعظم الشعائر الدينية. إن لبلاد الحرمين الشريفين مكانة استثنائية في نفوس المسلمين في جميع بقاع الأرض نظرا للهوية الإسلامية المناطة بها والعمق التاريخي والحضاري عبر امتزاج حضارات الشرق والعروبة والقيم المقترنة بكل ما سبق، إن في كل ما تملكه المملكة العربية السعودية من مزايا وخصائص تجليا لمعاني الدبلوماسية على كافة الأصعدة، وأذكر هنا الدبلوماسية الدينية، ففي كل عام تشتاق أنفس المسلمين إلى بلاد الحرمين وتردنا مئات القصص المؤثرة عن أشخاص أمضوا جل عمرهم في عمل وكفاح للوصول إلى أعتاب الحرَم! في هذا الصدد، أُكبر إنسانية وحصافة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية إندونيسيا سعادة السفير عصام عابد الثقفي الذي جسد أسمى معاني الدبلوماسية عندما استجاب على الفور لفيديو مسن إندونيسي ناشد فيه خادم الحرمين الشريفين بمساعدته على أداء فريضة الحج فيما تواصلت سفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا مع عائلته ومن ثم تلقيهم توجيها من الملك سلمان -حفظه الله- باستضافتهم جميعاً لأداء مناسك الحج لهذا العام. إنه ليس بالأمر المستغرب! فالمملكة تستمر في تجسيد معاني الدين الحنيف والإنسانية الحقة كل عام في خدمة ضيوف الرحمن، كما يتسابق رجال الأمن والفرق التطوعية في مد يد العون للحجيج في أرقى صور للإنسانية دون أدنى تكلف منهم. إذن، ما فائدة الدبلوماسية الدينية؟ إنها أفضل وأقوى وسيلة لنا كمسلمين للرد على الشبهات المغرضة المثارة عن وطننا الحبيب، فلا زالت الحسابات والقنوات المعادية تحاول دون جدوى زعزعة الصورة الذهنية الباهرة للمملكة العربية السعودية في نفوس الأفراد والمجتمعات لتسيِّر أجنداتها السالبة، إنها دعوة لكل مسلم ومسلمة لأن يكونوا سفراء للدين والوطن بالأخلاق الحميدة والمعاملة الحسنة.
أنا فخورة بكم مسبقاً... فشكراً لكم جميعاً.