صيغة الشمري
لم تبقَ منصة اجتماعية لم تناقش قرار منح بعض المحال فرصة أن يكون عملها على مدار الساعة في خطوة نوعية، يظهر من خلالها النظرة الواقعية لثقافة مجتمعنا السعودي، وطبيعة درجات الحرارة، وبخاصة في المدن الرئيسية من المملكة؛ إذ سبق أن نجحت تجربة سابقة، شجعت صاحب هذا القرار على أن يمضي قُدمًا من خلال النتائج الرائعة التي حققها قرار الكثير من المجمعات التجارية وغيرها العمل بعد صلاة الفجر في شهر رمضان الماضي. وبنظرة فاحصة كانت النتائج تبيّن أن هذا الوقت كان أكثر الأوقات تسوقًا وإقبالاً من قِبل المواطنين الذين لا تناسبهم الأوقات السابقة نظرًا لارتباطهم بأعمالهم الوظيفية، أو عدم مناسبة وقت الظهر والعصر لتسوقهم وهم صائمون ومرهقون بعد خروجهم من الدوام. بغض النظر عن فوائد هذا القرار، ومدى الدعم الاقتصادي الذي سيوفره لتعويض الساعتين والنصف تقريبًا التي تقفل أثناءها المحال التجارية في أوقات الصلوات، نجاح فتح المحال في رمضان المبارك بعد صلاة الفجر كشف عن نتيجة مهمة، هي أهمية مراعاة ثقافة المجتمع، وطبيعة الطبيعة الصحراوية التي لا تجعل أغلب أوقات النهار مناسبة للتسوق، ويمضيها أغلبية الناس في البيت دون رغبة في الخروج لأي مكان؛ وهذا ما يفسر ازدحام الشوارع بالسيارات والمارة إلى ما قبل الفجر، عكس الكثير من مدن العالم التي تقفل بداية المساء؛ لأن أجواءها تسمح للناس بالتسوق في أي وقت. هناك مدن عالمية قد لا تعمل بالسنة سوى ثلاثة أشهر فقط؛ لأن الأجواء الباردة لا تسمح للناس بالخروج من البيت طوال أشهر كثيرة من السنة. كل مدينة ولها ثقافتها التي تتكيف معها، وأجواؤها التي من خلالها يتم فرض ساعات العمل. البرودة الشديدة مثل الحرارة الشديدة، ولاسيما أن كلتَيهما تمنع الناس من الخروج للتسوق أو حتى التنزه. الذين يهاجمون كل قرار ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما: قسم لا يملك المعلومة الكافية ويملك عدم خبرة ويهرف بما لا يعرف، وقسم مغرض وحاقد يمارس التحريض ضد أي قرار مهما كان ناجحًا، وهذا القسم من الناس لديه أجندة معادية لبلادنا، يقصد منها إثارة البلبلة وإحباط الناس لمآرب في نفسه الخبيثة.